ماهر المعيقلي في خطبة عرفة “الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة”
الشيخ المعيقلي أكد أن الحج إظهار الشعيرة والاخلاص في العبادة لله -سبحانه وتعالى- وليش مكانًا للشعارات السياسية ولا الأحزاب وحث حجاج بيت الله الحرام على استغلال الفضل العظيم الذي يتمثل في وقوفهم في مشعر عرفات الطاهر الذي يباهي الله -جل وعلا- بهم ملائكته في موطن شريف تُضاعف فيه الحسنات وتُغفر فيه السيئات وترفع في الدرجات.
عناصر المقال
المعيقلي في خطبة عرفة : الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة
جاء في خطبة عرفة التي ألقاها اليوم فضيلة الشيخ المعيقلي في مسجد نمرة التي تقدم المصلين فيها الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية، إلى جانب سماحة متي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
حيثُ جاء فيها تأكيد فضيلته على أن الحج إظهار لشعيرة واخلاص في العبادة لله -سبحانه وتعالى- وحث حجاج بيت الله الحرام على اغتنام الفضل العظيم خلال الوقوف في مشعر عرفات الطاهر الذي فيه يتباهي الله -جل وعلا- بهم ملائكته في زمان تُضاعف فيه الحسنات وتُغفر فيه السيئات.

دين الله وشريعته التي ارتضاها للخلق وارحمهم بها لجلب الخيرات والمصالح
في إطار الحديث عن المعيقلي في خطبة عرفة : الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة، فقد أشار إلى أن هذا هو دين الله وشريعة التي ارتضاها للخلق وراحمهم بها لجلب الخيرات والمصالح وابتعاد السوء والمفاسد عنهم، ومن هنا نزل على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في يوم عرفت قوله تعالى: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا“.
جاءت الشريعة المباركة من تلك المنطلقات الواضحة بتحصيل المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد أو تقليلها، وهكذا أقر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح كما جاءت بتحصيل أعلى المصالح ولو بتفويت أدناها وارتكاب أدنى المفسدتين لدرء أعلاهما، فإن التزاحم يتم فيه اختيار أعلى المصلحتين واختيار أخف المفسدتين.
الشريعة أكدت أن الضرر يزال بلا ضرر كما جاء في الحديث “لا ضرر ولا ضرار”؛ فالضرر يدفع بقدر الإمكان“، ومن هنا جاءت الشريعة بكل ما تتضمنه الحياة وتحصل به التنمية ومنعت من الإضرار بالآخرين أو إلحاق الأذى بهم كما أمرت بالعدل والأخلاق الفاضلة وبر الوالدين وصلة الأرحام وحفظ الحقوق مع توصيلها إلى أهلها وأداء الأمانات والوفاء بالعقود والعهود.
الحفاظ على الضروريات الخمس المُتفق عليها من الشرائع للعناية بها
أكد الشارع الحكيم على ضرورة الحفاظ على الضروريات الخمس المُتفق عليهم في الشرائع للعناية بهم، وهم حفظ الدين، والعقل، والمال، والنفس، والعرض، كما اعتبر الشرع أن التعدي عليهم يُعتبر جريمة سببًا في العقوبة ومن هنا كان الحفاظ على تلك الضروريات سبب من أسباب دخول الجنان ورضا الرحمن والاستقرار والسعادة والحضارة في الدنيا وبخسارتها تختل الحياة.
الإخلال بها يكون سببًا في عقوبة الآخرة ولذا كان من خطبة الرسول -صلى الله عليه وسلم في الحج: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا” حيثُ إن الدين ضرورة لا غنى للإنسان عن طاعة ربه وعبادته التي خُلق من أجلها.

“المعيقلي” إلى حجاج بيت الله الحرام
تحدث المعيقلي إلى حجاج بيت الله الحرام أنهم في عرفة في موقف عظيم يباهي الله بكم الملائكة فإن هذا موطن شريف وزمان فاضل تُضاعف فيه الحسنات وتُغفر فيه السيئات كما تُرفع فيه الدرجات، لذا فأروا الله -سبحانه وتعالى- من أنفسكم اتباعًا للسنة واقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي خطب في هذا المكان وصلى فيه الظهر ركعتين وأقام بلال فصلى رسول الله العصر ركعتين جمعًا وقصرًا.
كما وقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ناقته يذكر الل ويدعوه حتى غروب قرص الشمس، وذهب بعدها إلى مزدلفة يواصل أصحابه بالسكينة والوفاء والرفق وصلى فيها المغرب ثلاثًا والعشاء ركعتين وأصبح بها إلى أن صلى الفجر ودعا إلى أن أسفر فتوجه إلى منى لرمي جمرة العقبة بسبع حصيات.
ذبح هديه وحلق شعره وطاف بالبيت طواف الإفاضة وبعد ذلك رجع إلى منى وظل فيها أيام التشريق يُكثر من ذكر الله -سبحانه وتعالى- تكبيرًا وحمدًا وتهليلًا ويقوم برمي الجمرات الثلاث بعد الزوال كل يوم ويدعو بعد الصغرى والوسطى ورخص لأهل الأعذار لترك المبيت بمنى، ومكث يها إلى اليوم الثالث وهو الأحب وأباح التعجل في اليوم الثاني عشر لما فرغ من حجه ورغبته في السفر.
هكذا نُنهي مقالنا عن المعيقلي في خطبة عرفة : الحج إظهار للشعيرة وإخلاص في العبادة وحث الحجاج على ضرورة اغتنام الفضل العظيم خلال وقوفهم في مشعر عرفات الطاهر الذي يباهي الله سبحانه وتعالى فيه ملائكته في موطن شريف تُضاعف فيه الحسنات وتُغفر فيه السيئات.



