الاسلام

هل جربت شعور التسليم بشكل كامل لله

هل جربت شعور التسليم لله من قبل والتوكل عليه في شتى أمور حياتك، حينما تحيط بك الأفكار وتتكاتف عليك مع الظروف السيئة التي تحوم حولك، حينها تختبر نفسك هل حقًا أنت مُسلِّم كل أمورك لله الواحد القهار، وتدرك معنى التسليم وما وراءه أم إنك لم تصل لجوهره، لم تصل للحظة الثبات والاطمئنان بوسط كل العوائق حولك، كإرضاء من الله لقلبك على تسليمك له.

هل جربت شعور التسليم بشكل كامل لله

هل جربت شعور التسليم لله من قبل؟

إن التسليم بالله من أعظم درجات الإيمان القلبي، لا يصل لتلك الدرجة إلا المقربون، فالتسليم فيه ثقة، صبر، حسن توكل على الله على، وإيمان قوي بإنه الواحد الأحد القادر على كل شيء وبيده كل الأمور، التسليم بإنه العليم بكل شيء، الرحيم، خلقنا ليسعدنا بالدنيا والآخرة، وأن في التقرب إليه والثقة في أقداره وما تحويه من خير مبطن إن ظهر منها أمر تشق له النفس، فكل لك دوافع أساسية تؤدي للتسليم.

فيؤكد علماء الدين، أنك كلما ازدادت معرفتك بالله تعالى، وبقدرته وحكمته تغلغل الإيمان بالقلب وسكن به، وبالتالي زاد التسليم بالله، وزاد الخشوع، اليقين وتعقل الإنسان وهدأت روحه وسكت غضبه وزفره من الحياة، وكانت الطمأنينة عنوان لروحه وقلبه.

فيحكي أب يشارك قصته، ويقول لقد أنقذني التسليم بالله من براثن البؤس والحزن، فقد كان ابني الأصغر يحتاج إلى عملية كبيرة ضرورية، لكنها خطر على صحته، وقد جزعت نفسي وقتما سمعت الخبر، وشعرت أن نهاية صغيري حانت، كلما كنت أنظر إليه وكيف يتألم.

حتى لجات لله وسلمت أمري له، وانا واثق تمام الثقة أنه يسمعني ويشعر بي، وفي قدرته العظيمة سبحانه، واقتنعت أنها مجرد سويعات، يدخل فيها ابني إلى العملية ويخرج سليمًا تمامًا، ولم يلبث بقلبي أي قلق، أو خوف، وبالفعل قد نجحت العملية، وكان الأمر لم يكن بمثل تلك المشقة من قبل، وإلى اليوم لم ولن أكتفي من شكري لله.

فضائل التسليم لله

لا شك أن الدنيا زاخرة بالمغريات والابتلاءات والفتن التي من الصعب أن يسلم منها أحد، فإن ترك الإنسان نفسه لأمواجها دون سلاح غمرته الفتن، لذا فإن التسليم لله هو أعظم سلاح يمكن للمؤمن أن يتسلح به، فمن فضائله عليه:

  • يشير إلى قوة القلب وراسخة يقينه، وتمام رضاه.
  • الاستسلام لله في أوامره ونواهيه، قضائه وقدره، وأنه المتصرف بالتدبير والتقدير وأنه المالك والملك الواحد الأحد.
  • أخد الإسلام من التسليم، فمعنى الإسلام في اللغة، الإذعان والانقياد بامتثال أوامره واجتناب نواهيه من جميع الجهات.
  • التسليم هو روح الإسلام، بل الإسلام نفسه، فذكر عما جاء عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ” سورة البقرة:
  • هو من أحب الواجبات وأعلاها، وأخصها من أركان الدين، فبه تثقل الموازين، ويجوز العبد الصراط.
  • مما يدل على فضائل وعظمة التسليم ذكره في أكثر من 20 موضع في القرآن الكريم، وكل آية منهم قد جاءت تحمل دلالة وإشارة هامة لطريق التسليم لله، ومنهم قوله تعالى فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت ويسلموا تَسْلِيمًا، النساء: 65.
  • وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ” سورة النساء: 125.
  • وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى سورة لقمان: 22، ويشير ذلك إلى إنه أخذ من الله موثقًا غليظًا أنه لا يعذبه، فذلك فضل التسليم لله تعالى بإحسان.

في الختام، فقد أجبنا على التساؤل حول، هل جربت شعور التسليم لله من قبل، واتضح كم أنه شعور عظيم ينقذك من أي سوء، ويهون عليك كل مُر، فالله رحيم لا يرد قلب مؤمن سلّم له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2