أجمل ما قاله المتنبي

أجمل ما قاله المتنبي  عبر موقع فكرة، أبو الطيب المتنبي من أفضل الشعراء العرب وأكثرهم تأثيرًا، فهو صاحب موهبة فطرية طورها بالذكاء والاجتهاد، وأشعاره التي يتجاوز عمرها الألف عام لازالت راسخة في الأذهان تتناقلها الألسنة ويستشهد بها الحكماء والأدباء، فقد تميزت أبياته بأنها ذات فصاحة بليغة ومعاني عميقة،  وصل عدد قصائد المتنبي إلى 326 قصيدة، وسنستعرض لكم من خلال هذا المقال مقتطفات من أجمل ما قاله.

أجمل ما قاله المتنبي

كتب المتنبي الكثير من القصائد الجميلة التي كان لها تأثير بالغ في النفوس، فقوة ألفاظه وتعبيراته وخصب خياله وجمال تشبيهاته، وكانت يتحدث عبر أشعاره عن كافة جوانب الحياة، وكتب في مختلف ألوان الشعر وأبرز كتاباته كانت في المدح والهجاء والوصف والحكمة والحب وغيرها، ومن الصعب تحديد الأجمل من بين أبيات المتنبي، ولكن يمكننا اقتباس بعض الأبيات الجميلة من بين مجموعة أشعاره المتميزة.

أضمتني الدنيا فلما جئتها
مستسقيا مطرت علي مصائبها
‏وحيد من الخلان في كل بلدة
إذا عظم المطلوب قل المساعد
‏جمح الزمان فلا لذيذ خالص
مما يشوب ولا سرور كامل
‏لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب
فكل بعيد الهم فيها معذب
‏‏بذا قضت الأيام مابين أهلها
مصائب قوم عند قوم فوائد

اجمل ما قال المتنبي عن الحياة

تكلم المتنبي عن الحياة ووصفها بأنها زائلة، وأن من قبلنا اهتموا بها مثلنا ولكنهم ماتوا دون أن ينالوا مرادهم منها، وأن لياليها مهما أحسنت سيصاحبها تنغيص وكدر، وأن الناس تعادي بعضها وكأنها لا يكفيها بلاءات الدهر وحوادثه، وأن نعيم الدنيا أحقر من أن يأذي الناس بعضهم بسببه، وبالأخير ينصح الناس ويقول أن الدنيا لو كانت باقية لكان الشجاع الذي يجاهد ويعرض نفسه للقتل أجهل الناس.

صَــحِــبَ الــنَّـاسُ قَـبْـلَـنَـا ذَا الـزَّمَـانَـا

وَعَــنَــاهُــمْ مِــنْ شَــأْنِــهِ مَــا عَــنَــانَـا

وَتَـــوَلَّـــوْا بِـــغُـــصَّـــةٍ كُـــلُّــهُــمْ مِــنـْـهُ

وَإِنْ سَـــرَّ بَـــعْـــضَــهُــمْ أَحْــيَــانَــا

رُبَّــمَــا تُــحْــسِــنُ الــصَّــنِــيـعَ لَـيَـالِـيــهِ

وَلَــــكِــــنْ تُـــكَـــدِّرُ الْإِحْـــسَـــانَـــا

وَكَــأَنَّــا لَــمْ يَــرْضَ فِـيـنَـا بِـرَيْـبِ الـدَّهْـــرِ  

حَـــتَّـــى أَعَـــانَـــهُ مَـــنْ أَعَــانَــا

كُـــلَّـــمَـــا أَنْـــبَـــتَ الـــزَّمَـــانُ قَــنَــاةً 

رَكَّــبَ الْــمَــرْءُ فِــي الْــقَــنَــاةِ سِـنَـانَـا

وَمُـــرَادُ الــنُّــفُــوسِ أَصْــغَــرُ مِــنْ أَنْ 

نَـــتَـــعَـــادَى فِـــيــهِ وَأَنْ نَــتَــفَــانَــى

غَــيْــرَ أَنَّ الْــفَــتَــى يُـلَاقِـي الْـمَـنَـايَـا 

كَـــالِـــحَـــاتٍ وَلَا يُــلَاقِــي الْــهَــوَانَــا

وَلَـــوَ انَّ الْـــحَــيَــاةَ تَــبْــقَــى لِــحَــيٍّ 

لَـــعَـــدَدْنَــا أَضَــلَّــنَــا الــشُّــجْــعَــانَــا

وَإِذَا لَـــمْ يَـــكُـــنْ مِـــنَ الْــمَــوْتِ بُــدٌّ 

فَــمِــنَ الْــعَــجْــزِ أَنْ تَــكُــونَ جَــبَـانَـا

كُـلُّ مَـا لَـمْ يَـكُـنْ مِنَ الصَّعْبِ فِي الْأَنـْـفُــسِ  

سَــهْــلٌ فِــيــهَــا إِذَا هُــوَ كَــانَـا

أجمل ماقال المتنبي في الحكمة

اتصف المتنبي بالحكمة وكتب الكثير من القصائد التي تتحدث عن النفس الإنسانية وكيف نتعامل معها، وعن نظرته الحقيقية للحياة، ومن أشهر قصائده في الحكمة قصيدة “إذا غامرت في شرف مروم” التي ينصح فيها المرء بعدم الرضا بأقل مما يريد إذا خاطر بنفسه في سبيله، فالموت واحد إذا كان في أمر هين أو أمر عظيم، وأن الجبان يرى ما يفعله عقل ولكنه سوء طبع، وأن الشجاعة تغني عن العقل وليس العكس.

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ

فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ

كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري

صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ

قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها

كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ

وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ

وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ

وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ

وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني

وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً

وَآفَتُهُ  مِنَ الفَهمِ السَقيمِ

وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ

عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ

اجمل ما قال المتنبي في الفخر

كان المتنبي يفتخر بنفسه وبأدبه كثيرًا، وكلنا سمع قصيدته الشهيرة التي بدأت بمدح سيف الدولة الحمداني وتأثر المتنبي بمعاملته السيئة له رغم سنوات خدمته، ثم انتقل في الحديث إلى نفسه وعدد صفاته الحسنة وكيف أن أدبه وصل إلى الأعمى وسمعه الأصم، وأن ضحكي في وجه الجاهل إنما هو تربص به وشبه نفسه بالليث الذي يكشر عن أنيابه وذلك لا يعني ابتسامته، وفيما يلي جزء من قصيدة “واحر قلباه”.

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا

بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي

وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها

ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ

وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي

حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ

إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً

فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ

وَمُهجةٍ  مُهجتي مِن هَمّ صاحبها

أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ

رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ

وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ

ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ

حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني

والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ

صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً

حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ

اجمل ما قال المتنبي عن الحب

الحب عند المتنبي له مكانة خاصة عبر عنه بأجمل الكلمات وأبلغ الألفاظ، ومن أجمل قصائده في الحب “اليوم عهدكم فأين الموعد” وفيه يوضح كيف أن من أحبها قتلته بعيونها فصارت تحمل إثم قتلي، ولما رأت اصفرار وجهي وسألت من فعل به هذا ولمحت لها فاصفر وجهها حياءً حتى صار كالشمس إذا حلت في القمر، ووصف حبيبته بأنها تسلب النفوس والأرواح، وأنه أصابه المرض بسبب شدة حبها.

اليَومَ عَهدُكُمُ فَأَينَ المَوعِدُ

هَيهاتَ لَيسَ لِيَومِ عَهدِكُمُ غَدُ

المَوتُ أَقرَبُ مِخلَباً مِن بَينِكُم

وَالعَيشُ أَبعَدُ مِنكُمُ لا تَبعُدوا

إِنَّ الَّتي سَفَكَت دَمي بِجُفونِها

لَم تَدرِ أَنَّ دَمي الَّذي تَتَقَلَّدُ

قالَت وَقَد رَأَتِ اِصفِرارِيَ مَن بِهِ

وَتَنَهَّدَت فَأَجَيتُها المُتَنَهِّدُ

فَمَضَت وَقَد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَها

لَوني كَما صَبَغَ اللُجَينَ العَسجَدُ

فَرَأَيتُ قَرنَ الشَمسِ في قَمَرِ الدُجى

مُتَأَوِّداً غُصنٌ بِهِ يَتَأَوَّدُ

عَدَوِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ مِن دونِها

سَلبُ النُفوسِ وَنارُ حَربٍ توقَدُ

وَهَواجِلٌ وَصَواهِلٌ وَمَناصِلٌ

وَذَوابِلٌ وَتَوَعُّدٌ وَتَهَدُّدُ

أَبلَت مَوَدَّتَها اللَيالي بَعدَنا

وَمَشى عَلَيها الدَهرُ وَهوَ مُقَيَّدُ

بَرَّحتَ يا مَرَضَ الجُفونِ بِمُمرَضٍ

مَرِضَ الطَبيبُ لَهُ وَعيدَ العُوَّدُ

أجمل ما قال المتنبي في الصداقة

ذكر المتنبي في بعض أبياته قيمة الصداقة وأهمية وجود الصديق الصادق في حياة الإنسان، ووصف الخليل الحقيقي بأنه ليس الذي يتخلى عن صديقه بمجرد تغيبه عنه ويستبدله بآخر غيره، ولكنه من يبقى على العهد ويستمر في وصاله ويحفظ سري عن أي دخيل، وأن البلد التي ليس لك بها صديق هي أشر البلاد وأسوأها، وفيما يلي ابيات عن الصداقة للمتنبي من قصيدة “ألا حييا ليلى أجد رحيلي”.

وَلَستُ بِراضٍ مِن خَليلي بِنائِلٍ

قَليلٍ وَلا راضٍ لَهُ بِقَليلِ

وَلَيسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذي

إِذا غبتُ عَنهُ باعَني بِخَليلِ

وَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُ

وَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ

قدمنا لكم في هذا المقال أجمل أبيات للمتنبي، للمزيد من الاستفسارات؛ راسلونا من خلال التعليقات أسفل المقالة، وسوف نحاول الرد عليكم خلال أقرب وقت ممكن.