معلومة اسلامية
هل يشترط الوضوء عند قراءة الرقية الشرعية
هل يُشترط الوضوء عند قراءة الرقية الشرعية؟ وما هي ضوابط وآداب الرقية الشرعية؟ ذلك أن الرقية من الأمور المشروعة التي حثّ عليها رسول الله، وقام بها الصحابة سواء لأنفسهم أو لغيرهم، بيد أن العلماء وضعوا لها شروطًا وضوابط لأجل أن تكون على الهيئة المشروعة والمنقولة إلينا عن رسول الله وصحابته، نوافيكم ببيان ذلك عبر موقع فكرة.
عناصر المقال
هل يُشترط الوضوء عند قراءة الرقية الشرعية؟
- ذهب جمهور العلماء إلى اشتراط طهارة القارئ للقرآن الكريم للرقية الشرعية، ذلك أنه لا يجوز مس المصحف على غير طهارة، وهو ما ذهب إليه الأئمة الأربعة، وما اتفق عليه جموع الصحابة رضوان الله عنهم.
- بناءً على ذلك.. فإذا أراد المرء أن يرقي نفسه بأن يقرأ آيات القرآن الكريم، أو يرقي غيره كذلك أن يكون على طهارة.
- فإذا انتقد وضوء الشخص أثناء الرقية وجب عليه إعادة الوضوء إذا رغب في الاستمرار في القراءة من المصحف.
- أما لو كان الرقية من غير المصحف: أي أنه يقرأ القرآن بدون مصحف.. ففي تلك الحالة لا يُشترط على القارئ الوضوء.
- بيد أنه في تلك الحالة يُستحب القراءة على وضوء، لكون الرقية الشرعية من العبادات وتشمل الكثير من آيات القرآن الكريم والأدعية.
- أما لو كانت الرقية الشرعية مقتصرة على الأدعية فحسب: أي لم تشتمل على آيات قرآنية ففي تلك الحالة كذلك لا يُشترط فيها الوضوء.
اقرأ أيضًا: الرقية الشرعية للعين والحسد مكتوبة كاملة
هل يُشترط الوضوء عند قراءة الرقية الشرعية على الجنب والحائض؟
- لما كانت الطهارة واجبة على القارئ، استحب كذلك أن يكون المقرئ عليه أو المريض طاهرًا.
- بيد أنه إن كان الجنب أو الحائض مريضة وتضررت، فإنه يجوز في تلك الحالة قراءة الرقية الشرعية دون طهارة للحاجة.
اقرأ أيضًا: اكتئاب بعد الرقية الشرعية
شروط الرقية الشرعية الصحيحة
- كون الرقية باللغة العربية: كما ينبغي أن تكون بعبارات مفهومة، وهذا ما أجمع عليه العلماء.
- اعتقاد الراقي والمرقي أن الشفاء بيد الله وحده: كما يراعى أن تخلو من دعاء غير الله تعالى، فلا يتوسل بالصالحين، أو يسأل الملائكة والجن.
- يُستدل على ذلك بما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “كُنَّا نَرْقِي في الجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تَرَى في ذلكَ؟ فَقالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ.“
- كون الرقية بالقرآن الكريم والذكر: بأن يقرأ المرء على نفسه أو يقرأ على غيره آيات القرآن، كما يقرأ على الماء ويشربها المريض، ويستدل على ذلك بقوله تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ” [سورة الإسراء: 82]
- كذا يجوز الرقية بأسماء الله الحسنى، ونحو زعفران أو غيره من الطيب.
- ألا تصدر الرقية من كافر أو ساحر: فإذا صدرت من أحدهما لم تكن صحيحة، وذلك لقول الله عز وجل: “ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ…” [المائدة: 27].
- عدم شمولها على فعل مُحرم: فإذا اشتملت على سب أو لعن أو نحوها لم تكن صحيحة.
- الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر: وذلك إن كانت من المصحف، وإلا فيستحب ذلك، وذلك لما ورد من قول الله عز وجل في سورة الواقعة: “إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)“
اقرأ أيضًا: شروط الرقية المشروعة
آداب تُراعى في الرقية الشرعية
- استقبال الراقي القبلة.
- أن يضع يده على ناصية المريض أو موضع المرض، بيد أنه يراعى عدم مس النساء إذا كان الراقي من غير المحارم.
- النية: بأن ينوي الراقي بقراءته برأ أخيه ونفعه، فإذا تيقن الرقي كون المرء ممسوس حرص على تخليصه مما أصابه، ويحرص على دعوة هذا الجني إلى التقوى والاستقامة.
- ذلك أن الدعوة هي همّ المسلم، وذلك لقوله تعالى: “ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.”
- النفث: بأن ينفخ الراقي بعض الرقي أثناء قراءة الرقية أو بعدها، فإن تركها فلا بأس.
- أن يكون لفظ الرقية مناسبًا للمقام، بأن يقول أرقي نفسي أرقيكَ، أو أرقيكِ… بحسب الحال.
- يمكن قصر الرقية على قراءة بعض الآيات أو الأدعية المأثورة و الاستعاذات النبوية فحسب بيد أن الأكمل أن يجمع بينهما.
- يمكن للراقي أن يقرأ سرًا أو جهرًا، بيد أنه الجهر أولى، وعليه أن يقرأ بصوت معتدل، فليس بالمنخفض، بل يمكن سماعه.
وضع جمهور العلماء شروطًا تم اُستنباطها من الأدلة الشرعية، لذا ينبغي على العبد مراعاتها عند قراءة الرقية الشرعية حتى تتم بشكل صحيح، ويتجنب الخرافات التي شاعت مؤخرًا مما يتنافى مع مقاصد الرقية.
