من هو النبي الذي دعا إلى الله قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً؟
بعث الله النبي إلى قومه بعد أن ظهرت عليهم علامات الضلال والجحود بالله وكان أول رسول يُرسل من الله تعالى إلى الناس في الأرض وجاء عن ابن جبير وغيره أن القوم كانوا يُسمون باسم بنو راسب وقام بدعوتهم ألف سنة إلا خمسين عامًا.
عناصر المقال
من هو النبي الذي دعا إلى الله قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً؟
أرسل الله سبحانه وتعالى النبي نوح عليه السلام بدعوة قومه بالإيمان بالله والتوحيد وإفراد العبادة لله تعالى وحده، وذكر لهم فائدة اتباع أمره وطاعته في غفران ذنوبهم في قوله -تعالى-: “يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ” وترك معاقبتهم وإمهالهم الوقت إن هم آمنوا بالله ورسوله حتى يحين أجلهم الذي كتبه الله لهم.
دعاهم نوح عليه السلام بواسطة أساليب عديدة حتى يؤمنوا بالله -تعالى- وقال على لسان نبيه الكريم: “قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا*وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا“.
وصف في تلك الآية حال قوم نوح حينما كان يدعوهم إلى الإيمان فقد كانوا يفرون منه ويضعون أصابعهم في أذانهم حتى لا يسمعوا كلامه، وكان يتغطون بثيابهم مُصرين على الجحود ومستكبرين في العناد.
دعا نوح قومه سرًا ودعاهم علنًا بصوت مرتفع وأمرهم باستغفار الله تعالى وذكرهم بعاقبة التائبين المستغفرين حينما يرسل الله عليهم السماء متتابعة بالرزق الكثير والبنين وتُصبح أرضهم جنات وأنهار إلا أنها استكملوا في العصيان والمخالفة والإصرار على ما فيهم من جحود وضلالة.

دعاء سيدنا نوح على قومه
في سياق الحديث عن من هو النبي الذي دعا إلى الله قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً؟ حينما شعر النبي باليأس من دعوة قومة دعا عليهم ومن دعائه ما جاء في قوله -تعالى-: “وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا” بمعنى أن يطبع الله على قلوبهم بضلالة فلا يهتدوا إلى الحق وقال -تعالى-: “وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا” أي لا تترك الكافرين على تلك الأرض.
قصة نوح عليه السلام أشارت أن القرابة بجميع أشكالها لا تشفع لصاحبها إذا كان مُصرًا على الكفر بالله تعالى والصد عن سبيله، فقد ضرب الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم مثل للذين كفروا فقال: “ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ“.
العبر المستفادة من قصة سيدنا نوح
يجب على الإنسان المسلم قراءة قصص الأنبياء والاستفادة من العبر التي تأتي فيها والعِظات، ومن العبر المستفادة من قصة سيدنا نوح ما يلي:

- اتفاق الأنبياء والرسل على الدعوة إلى الأصل الأساسي من أصول الإيمان وهو التوحيد بالله سبحانه وتعالى.
- استخدام جميع الأساليب في الدعوة إلى دين الله حيثُ اُستخدم نوح عليه السلام أساليب مختلفة في دعوة قومه وكله أمل في جذب قلوبهم للإيمان مثل الدعوة في السر والجهر والليل والنهار والترغيب والتذكير بالثواب العاجل والآجل.
- توضيح حقيقة الإخلاص التام لله تعالى عند الأنبياء والمرسلين وتتجلى في عبوديتهم لله ودعوتهم لأقوامهم وصبرهم على ذلك.
- ذكر الله تعالى وحمده وشكره والاستعانة به في جميع الحركات والتقلبات وسؤال الله البركة عند نزول الأماكن ودخول المساكن.
- توضيح فضيلة الصبر فقد صبر النبي نوح عليه السلام في دعوته ألف سنة إلا خمسين عامًا.
نختم مقالنا عن من هو النبي الذي دعا إلى الله قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً؟ وهو النبي نوح عليه السلام بسبب مقابلة قومه الدعوة بالعصيان والمخالفة والإصرار على الجحود والضلالة والمكر.


