من هو النبي الذي أعجب بقومه؟
ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من القصص الهدف منها هي الحكمة والموعظة، لذا نجد أن الغالبية العظمى من الأحاديث النبوية تسرد قصص لأنبياء سابقين لم يذكرهم الله سُبحانه وتعالى في كتابه من أبرزهم النبي الذي أعجب بقومه .
عناصر المقال
من هو النبي الذي أعجب بقومه؟
من المُتعارف عليه أن غزوة حُنين من أقوى الغزوات التي قادها المُسلمين وتمكنوا من تحقيق النصر ورفع راية الإسلام عاليًا، وأبدى المُسلمين في هذه الغزوة مهارة كبيرة في القتال بدعم من الله عز وجل، مما أدى إلى ردع الأعداء وانسحابهم من المعركة تاركين وراءهم العديد من الأغنام والأسلحة.
لاحظ المُسلمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُحرك شفتيه بكلمات بعد الانتهاء من الغزوة، فسأله الصحابي صُهيب رضى الله عنه عن الكلام الذي يهمس به، فقال رسول الله “أفطنتم لي؟ قلنا: نعم. قال: إنّي ذكرت نبيًّا من الأنبياء أعطي جنودًا من قومه، فقال: من يكافئ هؤلاء؟ أو من يقوم لهؤلاء؟ فأوحي إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث، إمّا أن نسلّط عليهم عدوًّا من غيرهم أو الجوع أو الموت، فاستشار قومه في ذلك، فقالوا: أنت نبيّ الله، فكلّ ذلك إليك، خر لنا، فقام إلى الصلاة وكانوا إذا فزعوا؛ فزعوا إلى الصلاة فصلّى ما شاء الله، قال: ثمّ قال: أي رب! أمّا عدوّ من غيرهم، فلا، أو الجوع، فلا، ولكن الموت، فسلّط عليهم الموت، فمات منهم في يوم سبعون ألفًا، فهمسي الّذي ترون أنّي أقول: اللهمّ بك أحول وبك أصول وبك أقاتل”.
ذكر رسولنا الكريم هذه القصة لكنه لم يذكر النبي الذي حدثت معه، لكن كان الهدف من ذكرها هو توعية المُسلمين من عدم الوقوع في هذا الخطأ، حيث أن النص الذي تمكنوا من تحقيقه يرجع إلى الله عز وجل.

تفسير حديث النبي الذي أعجب بقومه
لاحظ الصحابي الجليل صهيب أن الرسول صلى الله عليه وسلم يهمس في صلاته بمجموعة من الكلمات، لكنه لم يتمكن من معرفة الكلمات التي يُرددها فسأله، سرد له الرسول قصة النبي الذي أعجب بقومه لكنه لم يذكر اسم النبي، حيث أنه تمكن من الانتصار في إحدى الغزوات وقال لنفسه من يستطيع أن يهلك هؤلاء الجنود بعد الآن حيثُ أن لهم قوة وشأن عظيم بين الأمم.
أوحى الله عز وجل له وقال أخرت لقومك إحدى ثلاث نوازل تنزل بهم، الموت، الجوع، الهزيمة من أعدائهم، توجه نبي الله إلى جنوده وشاورهم في الأمر فقالوا له انت نبي الله اختر ما هو خير لنا، توجه النبي إلى الله وقال أن الجنود لا يُمكنهم تحمل الجوع ولا الهزيمة من الأعداء فاختار لهم الموت، فمات منهم سيعون ألف في اليوم الواحد.
لذا ردد محمد صلى الله عليه وسلم دعاء “اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل”، حيثُ يتوجه رسولنا الكريم إلى الله سُبحانه وتعالى وينسب هذا النصر إليه وأن الله له الفضل كله، لدفع العجب عنه والخيلاء بالنفس خوفًُا من أن يلاقي نفس المصير.

الدروس المستفادة من حديث الرسول الذي أعجب بقومه
هناك مجموعة من الدروس المُستفادة من هذا الحديث، من أهمها:
- الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى.
- عدم الغرور والخيلاء بالنفس واعلم أنك عبد ضعيف، لولا الله سبحانه وتعالى لما وصلت إلى هذه المكانة.
- الدعاء وترديد الأذكار لدفع الحسد.
في الختام، تعرفنا من خلال مقالنا هذا على النبي الذي أعجب بقومه، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليهم مجموعة من النوازل اختار منهم نبي الله الموت، فمات الغالبية العظمى من جنوده.



