هل يجوز دفع كفارة اليمين للجمعيات الخيرية

هل يجوز دفع كفارة اليمين للجمعيات الخيرية؟ وما أنواع كفارة اليمين؟ ومن تصرف إليه الكفارة؟ حيث إنه توجد العديد من الآيات التي تحدثت عن الكفارة واليمين، لأن اليمين هو القسم والحلف كما يُعرف لغويًا، وتم تسمية الحلف يمينًا، بينما اصطلاحًا، وهذا ما نتناوله عبر موقع فكرة.

هل يجوز دفع كفارة اليمين للجمعيات الخيرية

من الجدير بالتوضيح في البداية، هو أن المال لا يجزي عن إخراج كفارة اليمين أو الظهار، فلابد من إخراج الطعام، حتى ولو ظن المُكفر، بأن المال أفضل للمسكين من الطعام.

أجمع الفقهاء على جواز دفع الكفارة إلى الجمعيات الخيرية، إلا أنه وجب الأخذ في الحسبان قول الله تعالى حول كفارة اليمين، في سورة المائدة في الآية رقم 89.

“لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ “.

أي أن الكفارة تكون إطعام عشرة مساكين من نفس الطعام الذي يتناوله أهل بيت المُكفر، وأشار العديد من الفقهاء إلى أنه من غير المستحب أن يتم إخراج الكفارة إلى الجمعيات الخيرية.

خصوصًا وأن المحبذ في العبادات المالية، هو أن يقوم عليها العبد بنفسه، لاسيما وأنه من الممكن أن تقوم الجمعيات الخيرية بأخذ المال، وإضافته إلى غيره، فلا يهتمون إلى الغرض من هذا المال، أهو كفارة يمين أم صدقة وخلافه، إلا أنه مباح على الرغم من ذلك.

كما أنه يجب على العبد إخراج الكفارة على العدد الذي حدده الله، وهو عشرة مساكين، فلا يمكن إخراج تكلفة طعام العشرة مساكين، إلى شخص واحد.

اقرأ أيضًا: ما حكم الطلاق ثلاثة في حالة الغضب ؟ كفارة الطلاق في حالة الغضب

أنواع كفارة اليمين

• سن الله كفارة اليمين في أن تكون إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، إما عتق رقبة، وفي حالة عدم القدرة على العثور عليهم، أو الدفع لقاء ذلك، فتكون الكفارة صيام ثلاثة أيام.
• يوجد العديد من الشواهد من القرآن والسنة، على ذلك، فأولهم كان قول الله تعالى في سورة المائدة في الآية رقم 89، وقد أجمع جمهور العلماء على إمكانية التخيير بين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، وكان من أهم من أجمع على ذلك، هم الطبري، ابن حزم، بن قدامة وابن منذر.

اقرأ أيضًا: ما هي كفارة المفطر عمدا في رمضان

شروط صرف كفارة اليمين

• أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على أن كفارة اليمين تُصرف إلى المسكين، علاوة عن تحديد بعض الصفات الواجب توافرها في المسلم الذي تُصرف إليه الكفارة.

1- أن يكون مسلمًا

لا تجزي كفارة اليمين عن غير المسلمين، وهذا ما أجمعت عليه المذاهب الأربعة.

2- أن يكون المسلم حر

• أشار الحنابلة والشافعية والمالكية، إلى ضرورة أن يكون المسلم المُخرج إليه الكفارة، أن يكون حرًا.
• يقول الله تعالى في سورة التوبة، في الآية رقم 60 “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ“.
• قال تعالى في الآية الكريمة (والمساكين وفي الرقاب)، أي أن المساكين ليسوا هم من في الرقاب، وليسوا بعبيد، وهنا استدل الفقهاء على أنه يجب أن يكون المسلم حر، كي يجوز إخراج الكفارة إليه.

3- المُكفر غير ملزم بنفقته

اتفقت المذاهب الأربعة على أن الكفارة يجب أن تُعطي لمن لا يجب على المُكفر نفقته، وذلك بسبب اعتبار الكفارة حق مال، يوجد لله نصيب فيه، هي أشبه بالزكاة، فتجوز لمن يقرب إليه وإلى الغرباء.

اقرأ أيضًا: كفارة إفطار رمضان للمريض والمسافر

الحكمة الإلهية من كفارة اليمين

• تعد كفارة اليمين جابرة، لقاء عدم الوفاء بالقسم.
• تحلل الكفارة اليمين الذي تم الحنث به، فقال تعالى في سورة التحريم في الآية الثانية “قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ“.
• تمحي الكفارة، ذنب استحلال حرمة اسم الله تعالى.
• تعد وسيلة لحفظ يمن الله والقسم به.
• الكفارة تعتبر طاردة للذنوب وأسبابها.

جاءت الكفارة من الكَفر أي الستر والتغطية، لأن الكفارة هي ما يستغفر به الآثم من ذنبه، ولهذا فكفارة اليمين هي ما يخرجه العبد لقاء حنثه بقسمه.