هل يجوز الاعتكاف في البيت للرجال والنساء

هل يجوز الاعتكاف في البيت؟ وما هي شروطه؟ فإن الاعتكاف هو لزوم المسجد بنية طاعة الله -سبحانه وتعالى- والتقرُب منه.. وهو من الأعمال المُستحب القيام بها، وخصوصًا في الليالِ العشر من شهر رمضان الكريم، ومن المعروف أن الاعتكاف يكون في المسجد إلا أن البعض يتساءل عن الاعتكاف في البيت، وهل يجوز؟

هل يجوز الاعتكاف في البيت؟

الاعتكاف هو التوقف عن الانشغال بالخلق وأحوالهم، وتفريغ القلب والعقل من أمور الدُنيا، والانشغال بالله -سبحانه وتعالى- فقط، والتفكير في مُراضاته والتقرُب منه، حتى يحصل المُسلم على أُنس الله تعالى بدلًا من الخلق، حيث يكون المُعتكف في خلوة وينفرد بنفسه مع العبادات ويكون مُقيمًا في مكان مُعدً للاعتكاف.

اتفق الفقهاء أن الاعتكاف الرجل لا يصحّ إلا إذا كان في المسجد، وذلك لِما جاء عن قوله -تعالى- “وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ“، وأفعال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يعتكف في مسجده في المدينة، واتفق الفقهاء أن أفضل المساجد للاعتكاف هُم المسجد النبويّ، والمسجد الأقصى، والمسجد الحرام، ولذا يُمكننا الإجابة عن سؤال هل يجوز الاعتكاف في البيت، أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد.

ما هي شروط الاعتكاف ؟

حتى يكون الاعتكاف صحيحًا يجب على المُسلم الاهتمام بالشروط التي وضعت للاعتكاف في الإسلام، ومنها:

• يجب أن يحمل الإنسان الديانة الإسلامية، ولا يجوز اعتكاف الكافر.
• يشترط على المُعتكف الطهارة من الحيض، والنفاس، أما الجنابة فإن الغُسل يكفِ لكي يصحّ اعتكافه.
• نية الاعتكاف في المسجد رغبةً في التقرُب من الله-سبحانه وتعالى- ولا يُلزم عليه الإكثار من الدعاء والصلاة فإن الاعتكاف بذاته عبادة، وأن زادها المعتكف بالدعاء والصلاة فهو بذلك زادها نورًا على نور.
• يجوز الاعتكاف من الغير بالغين من الذكر والأنثى إلا أنه يجب أن يكون مُميزًا.
• من لا يصح منه الصوم لا يصح له الاعتكاف، ويلزم ألا يكون صيامًا قضاء الواجب على ما تقدم حتى يكون صيامًا صحيحًا.
• يجب أن يكون المُعتكف عاقلًا، فإن الاعتكاف لا يصح للإنسان المجنون.
• ضرورة الاعتكاف في المساجد الرئيسية الكبيرة وتجنُب المساجد الصغيرة الجانبية.
• عدم خروج المعتكف من المسجد إلا في حالة الضرورة الشرعية مثل غسل الجنابة إذ لا يجوز له الاغتسال في المسجد أو الخروج لأداء صلاة الجمعة.
• ترك كل ما يجب على المُعتكف اجتنابه حتى يصح اعتكافه.
• التقليل من الطعام، والنوم، والحديث لكي يتمكن من الخشوع، والاستفادة من الوقت.
• الحِفاظ على السُنن وأذكار الصباح والمساء، وضرورة التنويع بين العبادات المُختلفة.

فائدة الاعتكاف وثمرته

استكمالُا للحديث عن هل يجوز الاعتكاف في البيت، فإن الفوائد التي تعود على المُسلم المُعتكف تُعينه على حياة الدنيا، ومنها:

• هجر الذنوب، والمعاصي، فإن الاعتكاف يُربي الإنسان والنفس على الإخلاص للمولى.
• تربية النفس على القيام بالعبادات فإن الاعتكاف يجعل المُسلم يتعود عليها ويُقلل من المُباحات الدنيوية.
• مُحاسبة ومُراقبة النفس لتجنُب ارتكاب الذنوب والمعاصي أو التقليل منها.
• تجنُب العادات السيئة مثل السهر، والتدخين، والألفاظ السيئة، وفضول النوم، وكثرة الخلطة.
• نقاء القلب لأن بقاء المعتكف في المسجد يجعل الدنيا أخر هموم الإنسان ولا سيّما إذا زادت عليه العبادات الأخرى مثل الصوم، والصلاة، وقيام الليل، والدعاء، وقراءة القرآن.
• إحياء ليلة القدر في الليالِ العشر من شهر رمضان الكريم.

الاعتكاف لا يصح إلا إذا كان في مسجد رئيسي كبير يأتي إليه أعدادًا كبيرة من المُسلمين لأداء الصلوات والاعتكاف في الليالِ العشر الأخيرة من شهر رمضان الكريم ولا يجوز الاعتكاف في البيت.