من هو النبي الذي تمنى الموت

من هو النبي الذي تمنى الموت؟ وما هي قصته؟ هذه التساؤلات يبحث عنها الكثير من المُسلمين، وخصوصًا الباحثين في العلوم الإسلامية، وذلك لأنها تُثير فضول الإنسان عند سماعها، حيث لا يُمكن التخيُل أن نبي من الأنبياء يُمكن أن يتمنى الموت.

من هو النبي الذي تمنى الموت؟

النبي الذي تمنى الموت هو النبي يوسف ابن نبي الله يعقوب –عليهما السلام- ، وكان له عشر أخوة، واحدًا فقط منهم أخيه من أمه وهو بنيامين، وباقِ أخوته من أبيه يعقوب، وبالرغم من أن يوسف كان أصغرهم سنًا إلا أنه كان أعظمهم في العقل والخُلق، وكان قريبًا من قلب أبيه يعقوب-عليه السلام- وجاءت سورة في القرآن الكريم حملت اسمه.

سبب تمني النبي الموت

ورد في القرآن الكريم قول الله-تعالى- أن النبي يوسف-عليه السلام- قال: “رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ“، ولذلك كان أول من تمنى الموت وذلك بعد ما أنعم الله -تعالى- عليه بالنعم العديدة ومن أهمها اجتماعه بأهله.

فإن يوسف -عليه السلام- بعد اجتماع شمله مع أهله أشتاق كثيرًا إلى لقاء الله-تعالى- ولذلك دعا يوسف بالموت، وذكر العديد من المُفسرين أن سبب دعاء سيدنا يوسف بالموت إنه يُريد الموت على الإسلام وليس تمني الموت بنفسه، بمعنى أنه يُريد أن يتوفاه الله-تعالى- وهو مُسلمًا عندما يأتي أجله.

صفات النبي يوسف عليه السلام

تمتع سيدنا يوسف-عليه السلام- بالعديد من الصِفات القيادية التي جعلته قادرًا على تحمُل ما مر به، وجاءت تلك الصفات والخصال في سورة يوسف الواردة في القرآن الكريم، ومن هذه الصِفات:

• الإحسان فقد كان يجب على القادة الاتصاف بها، وقد وصفه الله -تعالى- بتلك الصفة في أكثر من موضعٍ في سورة يوسف.
• الابتعاد عن الفواحش حين امتنع عن ما أرادته زوجة عزيز مصر، واختار السجن على فعل ما أدعت أنه فعله بالرغم أنه بريئًا من تلك الادعاءات.
• اتصف بالعفو عند المقدرة، فقد عفا عن إخوته بالرغم من كيدهم وأذيتهم له.
• العلم فقد جعل الله -تعالى- سيدنا يوسف -عليه السلام- على درجة عالية من العلم.
• الاعتراف بالفضل وتقدير صاحبه، فقد قدر الله -تعالى- عندما أنعم عليه بالعلم والملك وجمع شمل أهله، ودلالة على ذلك أنه ذكر فضل عزيز مصر الذي مكث معه في بيته.

قصة النبي يوسف مع إخوته

سيدنا يوسف -عليه السلام- كان من أقرب وأحب الأولاد إلى سيدنا يعقوب-عليه السلام- ولذلك كانوا يشعرون بالغيرة الشديدة منه، وفي يومٍ ما رأى يوسف في منامه أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر ساجدين له، وكان تفسير تلك الرؤية أن إخوته يُدبرون شيئًا سيئًا له حتى يتخلصوا منه، ويجب ألا يقول لهما شيئًا عن تلك الرؤية.

دبروا الأخوة مكيدة للتخلُص منه، حيث ألقوه في الطريق حتى يأخذه أحدًا، ويُبررون الأمر لوالدهم أن الذئب قد أكله، وعند مجيء عدة أشخاص كانوا يُريدون شُرب الماء ورأوا يوسف أخذوه وقاموا ببيعه في السوق، وبعد مرور الأيام نصر الله-تعالى- يوسف على إخوته، وجعله يتولى خزائن مصر وجمع شمله مع أبيه وإخوته في النهاية.

أدركنا إجابة سؤال من هو النبي الذي تمنى الموت وأن سيدنا يوسف-عليه السلام- تمنى الموت على الإسلام بعد أن أنعم الله-تعالى- عليه بالنعم العديدة ومن أهمها جمع شمله مع والده وإخوته.