صحة حديث عمر بن الخطاب ومنكر ونكير
ما صحة حديث عمر بن الخطاب ومنكر ونكير؟ هُناك العديد من الأقوال والأفعال المنسوبة إلى الصحابة والتابعين، خاصًة عمر بن الخطاب نظرًا لقوته ودفاعه عن الإسلام، لكن يجب على المُسلم أن يتبين ولا يُصدق كل ما يُقال، لذلك نُجيب من خلال مقالنا هذا على مدى صحة الحديث المنسوب لعمر بن الخطاب ومنكر ونكير.
ما صحة حديث عمر بن الخطاب ومنكر ونكير؟
عمر بن الخطاب هو أحد كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثاني الخلفاء الراشدين المُلقب بالفاروق لقدرته على التفريق بين الحق والباطل، قامت العديد من الفتوحات الإسلامية في عهدة حتى بلغ الإسلام مبلغًا عظيمًا.
يتساءل العديد من الأشخاص عن مدى صحة سؤال سيدنا عمر بن الخطاب للملكين منكر ونكير، حيثُ أنه بلغ من الشدة والقوة والإيمان مبلغًا عظيمًا، مما أدى أنه عند وفاته قام بسؤال منكر ونكير.
هذا الحديث ليس له أي أساس من الصحة، ولا يجوز نسب هذا الفعل لسيدنا عمر بن الخطاب، حيثُ أنه كان كبير الشأن، جليل القدر في الإسلام، فلا يجب أن ننسب إليه هذه الأقوال والأفعال
يجب على المسلم ألا يصدق كل ما يقال له إلا بعد أن يتبين، قال تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
قصة إسلام عمر بن الخطاب
على الرغم من المكانة الهامة التي يحتلها عمر بن الخطاب في الإسلام، ألا انه ليس من أوائل الناس الذين أسلموا وآمنوا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما انه كان من أشد المعاديين لدين الإسلام.
دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه وقال “اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب”، كان الأقرب إلى الله سبحانه وتعالى هو سيدنا عمر بن الخطاب.
عندما حدث خلاف بين حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله، وأبي جهل خال عمر بن الخطاب، شعر عمر بالإهانة فرفع سيفه وذهب إلى بيت النبي يُريد قتله، لكن أوقفه أحد المسلمين وقاله له أن أخته وزوجها قد أسلما، مما أثار الغضب الشديد في نفسه.
ذهب عمر إلى بيت أخته فوجدها تقرأ في القرآن، فضربها فسقطت على الأرض وسقط معها صحيفة من القرآن، حملها عمر وقرأ أوائل الآيات من سورة طه، فاهتز قلبه وذهب مسرعًا إلى رسول الله وأعلن إسلامه
يُعد إسلام عمر بن الخطاب لحظة تحول في الدعوة الإسلامية، حيثُ أنه كان ذو بأس وشديد القوة، أكبر مثال على ذلك حين أمر رسول الله المسلمون بالهجرة سرًا، خرج عمر في ضوء النهار حاملًا سيفه.
قال عمر للمشركين في يوم الهجرة” من أراد أن يثكل أمه أو يرمل زوجته أو ييتم ولده فليلقني وراء هذا الوادي”.
قصة تولي عمر للخلافة
بعد وفاه الرسول صلى الله عليه وسلم وتولى سيدنا أبي بكر الخلافة، وقف عمر بن الخطاب معه وأعانه على مهام الخلافة، وكان إحدى العوامل في لم شمل المُسلمين وشتاتهم بعد وفاه النبي.
عندما مرض أبا بكر جمع الصحابة وطلب منهم أن يتشاورا على من يتولى منصب الخلافة من بعده، فاختلف الصحابة وطلبوا من أبو بكر أن يختار.
استدعي أبا بكر سيدنا عثمان بن عفان وقال له اكتب “بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عِهد إليه أبو بكر بن قحافة إلى المسلمين، لكن في هذه اللحظة سقط سيدنا أبا بكر مغشيًا عليه.
أكمل سيدنا عثمان بن عفان الوصية” فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب”، عند استيقظ أبا بكر من الإغماء قال لعثمان اقرأ علي، فقرأ عليه عثمان، عندما انتهى كبر أبا بكر وقال”أراك خِفت إن مت يختلف الناس” قال نعم، فقال “جزاك الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين”.
جمع أبو بكر المسلمون بعد كتابة العهد وقال لهم” أترضون بما استخلفت عليكم، فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة، إني قد استخلفت عليكم عمر، فاسمعوا له وأطيعوا، ثم ردد المسلمون سمعنا وأطعنا.
توفي أبا بكر بعد إعلان الوصية بأيام قليلة، وقال عمر للمسلمين في أول لحظة له في الخلافة “إنما مثل العرب مثل جمل آنف اتبع قائده فلينظر حيث يقوده، أما أنا ورب الكعبة لأحملنكم على الطريق”.
في الختام، فقد تعرفنا على عدم صحة القصة المنسوبة إلى سيدنا عمر ومنكر ونكير، كما تعرفنا على قصة دخول سيدنا عمر في الإسلام، وقصة توليه الخلافة بعد سيدنا أبا بكر الصديق؟
