شرح سبب نزول سورة المدثر

سبب نزول سورة المدثر أمرًا يتساءل عنه العديد من المسلمين، بل يتساءلون أيضًا عن معني المدثر، ومن أين تم اشتقاق تلك الكلمة؟  فسورة المدثر كغيرها من السور التي يتساءل العديد من المسلمين عن معناها، وتفسيرها، وسبب نزولها، وذلك رغبة في التعرف أكثر وأكثر عن سور القرآن الكريم لنيل ثواب التدبر والتأمل فيما أنزل الله تعالى.

سبب نزول سورة المدثر

يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه كان معتزلًا في غار حراء لمدة شهر، وفي أثناء عودته للمنزل سمع صوتًا يناديه فنظر حوله في الأرجاء يمينًا ويسارًا، ولكنه لم يجد شئ في المرة الأولى، إلى إن ناداه الصوت مرة أخرى فقام بالنظر، فإذا بسيدنا جبريل عليه السلام جالسًا على العرش في الهواء، ففزع الرسول وهرول مسرعًا إلى بيته، مرددًا “دثروني، دثروني”، وكان ذلك سبب نزول سورة المدثر من عند الله عز وجل.

أصل لفظ المدثر

في ظل تعرفنا على سبب نزول سورة المدثر، نتعرف على أصل لفظ مدثر، وسبب التسمية، إذ يعتبر أصل لفظ المدثر هو من يتدثر بثيابه، حتى يصل لمرحلة الدفء والنوم في سكينة، وسبب تسمية السورة بهذا الاسم هو ما استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ترديده عند رؤيته لجبريل جالسًا على العرش في الهواء، فأنزل الله سورة المدثر مبتدأ إياها بذلك اللفظ.

مكان وزمان نزول سورة المدثر

سورة المدثر واحدة من السور المكية، أي التي نزلت بمدينة مكة المكرمة، وفيما يلي نتعرف على أبرز المعلومات عنها:

• يبلغ عدد آياتها 56 آية.
• هى السورة الرابعة والسبعين في ترتيب سور القرآن الكريم.
• نزلت قبل سورة الفاتحة، وبعد نزول سورة المزمل، وترتبط بها.

سبب ارتباط سورة المدثر بسورة المزمل

ترتبط بسورة المزمل من ثلاثة نواحي، وهم:

مقاصد سورة المدثر

تحوي سورة المدثر في معانيها العديد من المقاصد، أبرزها ما يلي:

• تكريم الله عز وجل لسيدنا محمد، وأمره أن يبدأ في دعوته بالدين الإسلامي، وعبادة الله وحده لا شريك له
• أمر المؤمنين المسلمين بالصبر على البلاء، وحثهم على الإكثار من الصدقات.
• ترسيخ فكرة البعث، وتوجيه الإنذار بالعقاب والهلاك لكل من ينكرها.
• وصف يوم القيامة، وأهوال جهنم.
• المقارنة بين حال المؤمنين أهل النعيم، وهم من قاموا بالصلاة واداء الزكاة، وبين حال المشركين الذين أنكروا إعادة بعث الله لهم، وكفروا بالله وجهنم.

قسم الله في سورة المدثر

أقسم الله في آيات سورة المدثر بالقمر عند ظهوره، والليل عندما ينتهي، وبالصبح حينما يتجلى، وذلك بقوله تعالى: ﴿وما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ وَما هِيَ إِلاّ ذِكْرى لِلْبَشَر *كَلاّ وَالقَمَرِ * وَاللّيلِ إِذا أَدْبَر * والصُّبحِ إِذا أَسْفَرَ * إِنَّها لإحْدَى الكُبَرِ * نَذيراً لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شاءَ مِنْكمْ أَنْ يَتَقدَّمَ أَو يَتَأَخَّرَ﴾.

الفرق بين المدثر والمزمل في القرآن

كما ذكرنا سابقًا فإن سبب تسمية سورة المدثر بذلك الاسم هو فزع سيدنا محمد عند رؤيته لجبريل السًا على رشه في الهواء، أما سبب تسمية سورة المزمل بذلك الاسم فيقول العلماء إن التزمل يتشابه مع التدثر في إنه ترك الغطاء والاستيقاظ من النوم لقيام الليل.

تعتبر سورة المدثر واحدة من أهم السور المكية، وهي مرتبطة  في معناها بما قبلها من سورة، وهي سورة المزمل، ولا يمكن تفضيل سورة في القرآن عن غيرها، فجميعها كلمات الله عز وجل، ولا فرق فيما بينهم في الفضل والثواب، وتعتبر قراءة سور القرآن، وتدبره، من أعظم ما يمكن أن يقوم به المسلم.