من هو النبي الذي لم يؤمن به أحد

من هو النبي الذي لم يؤمن به أحد ودعا عليهم كي يحل بهم غضب الله، فقد أرسل الله الكثير من الأنبياء، وأغلبهم قد تعرضوا لأذى من قومهم، سواء نفسي، أو بدني، لكن الله تعالى كان معهم دائمًا، وبعض الرسل آمن بهم قومهم أو جزء منهم، إلا إنه يوجد نبي لم يؤمن به أحدٍ من قومه، نظرًا لسوء طبعهم وسماتهم، فمن هو هذا النبي؟ وكيف انتقم الله منهم؟

من هو النبي الذي لم يؤمن به أحد؟

تعدد الأنبياء والرسل، منهم آمن بهم قومهم، ومنهم من آمن بهم القليل، لكن يوجد نبي لم يؤمن له أحد من قومه، وهو نبي الله “لوط” عليه السلام، فقد كان قومه من الرجال الفاسقين الذين قال الله عنهم في كتابه الكريم: “إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ“، ومن أهم الأحداث التي يجب الاستفادة منها وأخذها في الاعتبار:

• كان قوم سيدنا لوط، كما هو واضح في الآية يأتون بالفاحشة، وكانوا يأتون بالرجال شهوة من دون النساء.
• فأرسل الله لهم نبيه لوط عليه السلام ليهديهم لطريق الحق والصواب، وكانوا يسكنون بديار سدوم القريبة من الجهة الشمالية للبحر الميت.
• خاطبهم لوط عليه السلام بأرق العبارات، كي يحيدوا عن فعلهم الشنيع في عيش حياتهم، ويأتون قوامهم من حيث أمرهم الله تعالى.
• إلا أنهم قد حاربوه وحاربوا كل من ينوي التعفف أو التطهر، وتوعدوا لوط بالعذاب، واستمروا بالكفر والمعصية والفواحش.
• فلما يأس منهم نبي الله لوط، دعا الله بأن ينصره على قومه، فاستجاب له الله تعالى ونصره بعزته وقدرته، فأرسل ملائكته ليلًا إلى لوط وأخبروه بأن يخرج بأهله إلا امرأته لأنها كانت مثلهم، وأن العذاب سيحل على قومه بالصباح.
• جاء في هذا قول الله تعالى “وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِين [1] فتجهز لوط ومن معه وخرجوا في طريقهم، وفي الصباح أرسل الله على القوم الكافرين صيحةً ومطرًا من الحجارة تتبع بعضها بعضًا”.
• فهكذا كانت عاقبة أمرهم، حيث أتي أمر الله وقد قلب جبريل عليه السلام مدائنهم بطرف جناحه، حتى صار عالِيها سافلها، وطُمست أعينهم وأعمى بصرهم.
• وقام جبريل بأخذ دورهم بحملهم ومواشيهم وكافة ما تحتويه من أمتعتهم، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، فأكفأهم وهوى بهم إلى الأرض، وهكذا صار أسفلها أعلاها، وهكذا كان عقابهم قلبهم على أعقابهم كما قلبوا وعكسوا الطبيعة التي أمر الله بها، وأصروا على الفاحشة واستمروا بها.

من هو النبي الذي آمن به جميع قومه؟

هو نبي الله يونس عليه السلام، الذي جاء في قومه قولي الله تعالى: “فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ“، فقد أرسله الله لمدينة نِينوى بالعراق، وكان بها كثافة سكانية وحضارة راقية، فدعاهم لعبادة الله، إلا أنهم رفضوا ذلك في بادئ الأمر، حتى أخبرهم أن عذاب الله سيحل عليهم خلال 3 أيّام.

حين أتى اليوم الثالث، خرج سيدنا يونس عليه السلام من البلد، إلا أن الله لم يأذن له بالخروج، لكن حين رأى قومه العذاب بدأ بالاقتراب، وأن الهلاك سيوافيهم، شعروا بالخوف، وتأكدوا من صدق سيدنا يونس، فلجأوا لله وآمنوا به وتابوا من شركهم، واستغفروا من خطاياهم، حتى بسط الله بجناح رحمته عليهم، ومنع العذاب عنهم.، لكن سيدنا يونس لم يعلم بذلك وقد ابتلعه الحوت، وعلم أنه لم يكن يجب أن يخرج إلا أن يأذن الله له.

في الختام، فقد أجبنا سؤال من هو النبي الذي لم يؤمن به أحد، وكيف عاقبهم الله على سوء الفاحشة التي أتوا بها، كما علمنا أيضًا من النبي الذي آمن به جميع قومه.