صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام

قام المُصلون بتأدية صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام بين أجواء روحانية وإيمانية وكان يخطب فيها الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الذي قال في الخطبة للمُصلين عيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال فقد أمن الله عليكم ببلوغ يوم الحج الأكبر فطوبي لكم الحج المبرور والذنب المغفور والسعي المشكور ومُباهاة الملائكة من العزيز الغفور.
عناصر المقال
صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام
معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الذي أوصى خير وصية للمُسلمين، وقال في الخطبة لوفود الحجيج المُباركين أن عيدهم مُبارك وأن يقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، فقد من عليكم بالوصول إلى اليوم الأطهر يوم الحج الأكبر.
ففي هذا اليوم تهب نسائم عطرة وتشرق السُبل والدُروب وتستقر الجوارح وتبتهج القلوب، كما تزخر النفوس بأصدق العبارات وتُجاب الدعوات وتُرفع الدرجات وتنال الحسنات، ودعا لهم بالحج المبرور والذنب المغفور والسعي المشكور ومُباهاة الملائكة من العزيز الغفور.

شعيرة النحر من الشعائر العظمي والطاعات الكبرى
في إطار الحديث عن صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام وأوضح “السديس” أن من الشعائر العظمي والطاعات الكبرى التي يتقرب بها المُسلمين إلى المولى عز وجل في يوم الحج الأعظم ويستوى فيها الحجاج وغيرهم من المُسلمين هي شعيرة النحر.
فإن تلك الشعيرة الجليلة فيها أجرٍ كبير واقتداء بخليل الله إبراهيم والرسول -صلى الله عليه وسلم- حيثُ يقول تعالى: “فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِوَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُقد صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَإِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُوفديناه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ“.
هكذا خُلدت سنة النحر في عيد الأضحى لتكون شامة على عظيم الإيمان والاستسلام لأوامر الواحد الديان الذي أوضح أنه ينال طاعتكم وما جاء في قلوبكم من خشية وتعظيم أمره وشعائره “لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ“.
فقه أحكام الأضاحي ذبحها في الوقت المُحدد شرعًا
اوضح “السديس” أن من فقه أحكام الأضاحي ذبحها في الوقت المُحدد شرعًا، فلا يجوز ذبحها قبل وقت صلاة العيد لما جاء عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- حيثُ قال رسول الله: “إن أوَّلَ ما نبدأ في يومنا هذا أن نُصلِّيَ، ثم نرجعَ فَنَنْحَرْ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سُنَّتنا، ومن نَحَرَ قبل الصلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله ليس مِنَ النُّسك في شيء“.
ينتهي وقت ذبح الأضحية بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، ولا يجوز التضحية بالمعيبة عيوبًا بينة، ويُعتبر في سن الهدي والأضحية السُبنن المعتبر شرعًا وهي خمس سنوات في الإبل، و2 سنة في البقر، وسنة في المعز، ونصف سنة في الضان.
تُجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته كما جاء في حديث أبي أيوب رضي الله عنه، ومن سُنن الأضحية أن يتولى المضحي الذبح بنفسه، وقد ضحى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكبشين أملحين أقرنين قام بذبحهما بيده.
السنة تُشير إلى أن جازر الأضحية لا يأخذ أجرته منها، ويجب أن يأكل صاحبها منها ثلثًا، ويُهدي ثلثًا، ويتصدق بثلث لما جاء عن الله -سبحانه وتعالى-: “فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ“.

مُخاطبة الدكتور “السديس” حجاج بيت الله الحرام
خاطب “السديس” حجاج بيت الله الحرام وقال لقد جاء هذا الدين بأعظم القيم الإنسانية والأخلاق الوريفة حيثُ قام بإرشاد العالم إلى القيم المُزدهرة والمكارم الوضيئة المُبهرة، ومن أهمها وأعلاها توحيد رب العالمين فهو أساس الدعوة.
أكد معاليه أن من عظيم وبديع القيم الإسلامية الاعتصام بالوحدة الدينية والوطنية حيثُ قال تعالى: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا” حيثُ بعث الله الأنبياء جميعًا بإقامة الدين والجماعة وترك الفُرقة والمُخالفة، والحذر من الجماعات الحزبية والتنظيمات الإرهابية والانحلال والإباحية.
قال أن في هذا اليوم ينعم المُسلمين بنفحات الابتهاج والسرور والألفة، وذلك فضل الله عليكم ورحمته ولكن لا يحملنا ذلك على نسيان مآسي إخواننا المستضعفين في فلسطين، وأكناف المسجد الأقصى الذين يُعانون من الحصار والدمار والتقتيل والتنكيل.
إلى هنا نختم مقالنا عن صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام الذي أداها المسلمون وسط أجواء روحانية وإيمانية وراء الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الذي قال في خطبته للحجيج عيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وقد أمنن الله عليكم ببلوغ هذا اليوم الطاهر يوم الحج الأكبر.