هل عادي أصلي الفجر بعد الآذان الأول

هل عادي أصلي الفجر بعد الآذان الأول؟ يُعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة الشائعة بين المسلمين، حيثُ لا تصح الصلاة إلا في أوقات مُحددة، لذلك يحرص المسلم على تحري أوقات الصلاة، كي يتقبلها الله منه، كما تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي صلة العبد بربه.

هل عادي أصلي الفجر بعد الآذان الأول؟

• ذهب جَمهور العلماء إلى أن الآذان الأول للفجر، الذي يكون في السدس الأول من الليل يُعد تنبيه للمسلمين بالاستيقاظ، للاستعداد لصلاة الفجر، ولا يصح الصلاة بعد سمعاه.
• فلا يجوز للمسلم أن يُصلي الفجر إلا بعد سماع الآذان الثاني، وهو الفجر الصادق، كما أن الصائم يستطيع تناول الطعام والشراب بعد سماع الآذان الأول، واستدل العلماء على ذلك بقول رسول الله صلى الله علية وسلم” إن بلالًا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن مكتوم”.
• نفهم من ذلك الحديث أن هناك أذان أول يؤذنه سيدنا بلال بن رباح، وأذان ثاني يؤذنه بن مكتوم بعد طلوع الفجر الصادق.
• من باب الاحتياط تأخر بعض الشيء بعد سماع الآذان الثاني ثم صلي، حيث يُفضل تأدية صلاة الفجر بعد سماع الإقامة من المسجد، ولكن إذا كنت في بلد غير مسلمة ولا تتمكن من سماع صوت الآذان والإقامة، فتمهل لمدة ربع ساعة ثم ابدأ في الصلاة.

الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح

يختلط الأمر على كثير من المسلمين في التفريق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر، وسنقوم بحسم ذلك الجدل في بعض النِّقَاط الآتية:

• صرحت دار الإفتاء المصرية بأن صلاة الصبح وصلاة الفجر هي صلاة واحدة، ولا يوجد فرق بينهما.
• كما صرح الشيخ أحمد ممدوح أن صلاة الفجر أول الصلوات التي فُرضت على المسلمين، حيثُ كان رسول الله يصلي ركعتين سُنة قبل صلاة الفجر وواظب عليها، والدليل على ذلك قول السيدة عائشة رضى الله عنها: “لم يكن النبي صلى الله علية وسلم من النوافل أشد تعهداً من صلاة الفجر”.

كيفية صلاة الفجر

يجب على كل مسلم أن يعرف طريقة تأدية الفريضة بشكل صحيح كما وصانا رسول الله، لذلك نذكر طريقة صلاة الفجر فيما يلي:

• اتفق جَمهور العلماء على أن صلاة الفجر ركعتان فقط.
• صلاة الفجر صلاة جهرية، حيثُ يجب أن يجهر المُصلى بها، سواء كان في المسجد أو منفردا.
• هُناك سُنة قبل الفجر اتفق جَمهور العلماء أنها ركعتان، ويجب أن تكون قبل قضاء الفرض لا بعده.
• يجب تحري وقت الفجر جيدًا، حيث إن هناك أوقات مكروهة للصلاة.
• يلزم عند البدء في الصلاة استحضار نية صلاة الفجر، والنية هُنا محلها القلب، فلا يجب التلفظ بها باللسان.
• عند البدء بالصلاة، يرفع المسلم يديه ويكبر تكبيرة الإحرام (الله اكبر)، تُعد تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة التي يغفل عنها الكثير.
• يضع يده اليمنى فوق اليسرى ويبدأ بقراءة سورة الفاتحة، ثم يقرأ ما تيسر له من آيات القرآن، ثم يركع ويردد” سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات متتالية.
• بعد إتمام الركوع يرفع رأسه ويردد” سمع الله لمن حمده”، وينتظر قليلًا ثم يردد” ربنا لك الحمد”، ثم يكبر ويسجد.
• يكرر المصلى ما سبق مرة أخري، وفي الركعة الأخيرة يردد التشهد، ويلتفت يمينًا ويردد: “السلام عليكم ورحمة الله”، ويلتفت شمالًا ويردد: “سلام عليكم ورحمة الله”.

فضل صلاة الفجر

من المؤسف وجود من يتهاون بصلاة الفجر، ويغفل عن فضلها ومكانتها عند الله -عز وجل-، لذلك نذكر فيما يلي فضائل صلاة الفجر:

• أقسم الله -سبحانه وتعالى- بها: “وَالْفَجْر. وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، اختصها الله سبحانه وتعالى بمكانة عظيمة؛ لأنها تأتي في وقت النوم والراحة، فمن يستمع إلى النداء (الصلاة خير من النوم) يُنير الله وجهه يوم القيامة.
• كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله”، أي إن الله يحفظه ويرعاه ولا يصيبه مكروه.
• قال الله تعالى: “إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”، وتفسير هذه الآية أن الملائكة يشهدون صلاة الفجر، وهذا ما يُميزها من فضل وأجر عظيم عند الله -سبحانه وتعالى-.
• صلاة الفجر تُعد تَذْكِرَة عبور لدخول الجنة، قال رسول الله: “من صلى البردين دخل الجنة”، والمقصود بالبردين هنا هما: (صلاة الفجر والعصر).

في الختام، فقد أجبنا عن السؤال الشائع بين المسلمين بخصوص الصلاة بعد الآذان الأول للفجر، كما ذكرنا الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح، وتعرفنا إلى فضائل صلاة الفجر.