ما حكم تشويه سمعة شخص

مودة شريف

ما حكم تشويه سمعة شخص؟ وهل يُعد القيام بذلك من الكبائر؟ هناك بعض الأمور التي يختلف على حكمها الشرعي في الدين الإسلامي فيما بين العلماء والفقهاء، إلا أن هناك العديد من الأمور المتفق عليها بالنص الصريح، وعبر موقع فكرة سنتحدث عن الحُكم الخاص بمثل هذه الأفعال.

حكم تشويه سمعة شخص

حكم تشويه سمعة شخص

لقد حددت الشريعة الإسلامية حكم تشويه سمعة شخص ما، فالإسلام لم يترك قولًا أو فعلًا إلا وحدده ونظمه، وقد وردت الأدلة على ذلك فيما يلي:

  • ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 4-5].
  • التشويه هُنا هو الإضرار وقذف المُحصنات بوصف الناس واتهامهم بالزنا، وحكم تشويه سمعة شخص في هذه الحالة هو الجلد.
  • (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يومئذ يوفيهم الله يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) [النور: 24-25].
  • هذه الآية من أكثر ما يُعبر عن حكم تشويه سمعة شخص وفقًا للدين الإسلامي الحنيف، وبعد أن تشهد عليهم أعضائهم يُعذبون أسوأ عذاب مُمكن، جُهنم وبئس المهاد.

هل تشويه سمعة شخص من الكبائر

الذنوب عند الله تبارك وتعالى لها درجات عِدة، وأشدها بأسًا ما يُعرف بالكبائر، والتي تتبع حُكم تشويه سمعة شخص وقذفه بما ليس فيه، وذلك للآتي:

  • الإساءة إلى شخص بالخوض في عرضه أو تشويه سمعته في أي من نواحي الحياة أمام الناس يعد من الكبائر.
  • تشويه سمعة الغير من أكبر الكبائر التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:

    “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ [صحيح المسند].

أشكال تشويه السمعة

إن تشويه السمعة له العديد والعديد من الأشكال ولا يقتصر على نوع واحد فقط، ومن بين ضروب تشويه سمعة الغير:

  • اغتياب الناس.
  • النميمة.
  • سوء الظن والجهر بذلك.
  • التجسس والوشاية.
  • قذف الأعراض.

أهمية السمعة في الإسلام

لقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالحفاظ على السمعة سواءً للرجل أو للمرأة، وذلك لما يلي:

  • يحمل المسلم وزرًا كبيرًا إذا ما تسبب بنفسه في تشوه سمعته بين الناس.
  • سمعة المسلم الطيبة هي التي تحبب غير المسلمين في الإسلام وتوصل لهم أفكاره السمحة الراقية.
  • لا يليق بالمسلم أن يكون ذكره بين الناس غير طيب أو يتضررون منه.

عقوبة تشويه سمعة شخص في القانون

حكم تشويه سمعة شخص

وردت العديد من القوانين والمواد التي أشارت إلى حُكم تشويه سُمعة شخص، وجاءت على النحو التالي:

  • نص القانون المصري على اعتبار التعدي بالسب والقذف أو تشويه السمعة جنحة يجب معاقبة من يقوم بها بالحبس والغرامة أو بأحدهما.
  • عقوبة الاتهام والسب العلني في مصر هي دفع غرامة مالية لا تقل عن ألف جنيه، ولا تزيد عن 10,000 جُنيه، وفقًا لما نصت عليه المادة رقم 306 من قانون العقوبات.
  • عقوبة السب العلني الشديد لموظف عام أو شخص ذو صفة نيابية أو من يؤدي خدمات عامة هي دفع غرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه وفقًا للمادة 185 من قانون العقوبات.
  • عقوبة السب عن طريق النشر في الجرائد أو بأي من أنواع المطبوعات يكون ضعف مبلغ الغرامية المالية المنصوص عليه في المواد 183 و185 و303 و306.
  • عقوبة السب المتضمن الطعن في أحد أفراد الأسرة أو التجريح بسمعتها ككل فهي الحبس ودفع الغرامة، وذلك وفقًا لما نصت عليها المادة رقم 308.
  • في حال كان السب والقذف للعائلات والأسر في الجرائد أو المنشورات فيحكم فيها على الجاني بالسجن لمدة لا تقل عن ستة أشهر، أما الغرامة فلن تقل عن نصف الحد الأقصى.

إن حكم تشويه سمعة شخص من أشد وأعنف حدود الله، ومن الإيجابيات التي نلاحظها أن القانون المصري لم يهمل أبدًا تعاليم الإسلام، نظرًا لأهمية هذه المسألة بالنسبة إلينا كمجتمع شرقي يدين بالإسلام.

أسئلة شائعة

  • هل يعاقب القانون المصري على محاولة تشويه السمعة بالاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي؟

    نعم.

  • هل يغفر الله ذنب قذف الأعراض وتشويه السمعة؟

    في حال التوبة النصوحة والكف عن هذا الذنب.

  • هل يوجد فرق بين القذف والسب على مواقع التواصل الاجتماعي؟

    نعم.