من هو النبي الذي قطع رأسه

من هو النبي الذي قطع رأسه؟ وما السبب في قتله، وهل رُفع إلى الله بعد القتل؟ ذلك أن الأنبياء هم صفوة البشر، اصطفاهم الله عز وجل واختارهم لأجل تبليغ الرسالة، ودعوة أقوامهم إلى التوحيد، بيد أنهم نالوا في سبيل الدعوة التكذيب والتعذيب، والكثير من الابتلاءات من أقوامهم، لاسيما بني إسرائيل الذين عُرفوا بقتل الأنبياء وتعذيبهم، وأخبر الله بذلك في القرآن، لذا نُجيب عن تلك التساؤلات عبر موقع فكرة.

من هو النبي الذي قطع رأسه؟

• النبي الذي قتل من خلال قطع رأسه هو سيدنا يحيى عليه السلام، ذلك أنه قد ثبت أن نبي الله يحيى مات مقتولًا من أخبار بعض السلف التي أخذت عن أهل الكتاب.
• يستدل على ذلك بما ذكره الطبري حيث قال: “فساد بني إسرائيل الأول كان بقتل زكريا، وأن فسادهم الثاني كان بقتل يحيى، وليس في قتلهما نص ثابت.“
• بيد أن قتل الأنبياء بغير حق ورد كثيرًا في القرآن، ومن ذلك قوله تعالى:“أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ” (البقرة: 87).
• كما قال تعالى: “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ“ (آل عمران: 112).
• قال تعالى في سورة البقرة: “ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ“
• كما وردت عن الصحابة -رضوان الله عنهم- العديد من الآثار حول قتل سيدنا يحيى، بيد أن أصح تلك الآثار هو ما روي عن عروة بن الزبير أنه قال: “ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست“

اقرأ أيضًا:  قصة نبي الله دانيال 

هل رُفع سيدنا يحيى إلى السماء

• يقول البعض أن سيدنا يحيى عليه السلام عندما قُتل رُفع إلى السماء، بيد أنه لم يرد بين الأقوال عن أهل العلم ما يؤكد ذلك.
• استدل البعض على ذلك بما ورد في حديث الإسراء والمعراج، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رآه يومها.
• ما ورد عن أنس بن مالك “ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الثَّانِيَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، فقِيلَ: مَنَ أنْتَ؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بابْنَيِ الخالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ويَحْيَى بنِ زَكَرِيّا، صَلَواتُ اللهِ عليهما، فَرَحَّبا ودَعَوا لي بخَيْرٍ.”
• بيد أن ذلك لا يدل على كون يحيى عليه السلام رفع إلى السماء، ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد رأى يوم الإسراء والمعراج الكثير من الأنبياء، ولم يقل أحدًا برفعهم إلى السماء كعيسى بن مريم.
• ذلك ما روي في حديث ليلة الإسراء والمعراج برواية ابن عباس رضي الله عنه قال:
• “ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: يا أبا يحيى، خبرني عن قتلك ; كيف كان؟ ولم قتلك بنو إسرائيل؟ قال: يا محمد، أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم، وأصبحهم وجها…
• … وكان كما قال الله تعالى: (سيدًا وحصورًا) وكان لا يحتاج إلى النساء، فهوته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه، وعصمه الله، وامتنع يحيى وأبى عليها، وأجمعت على قتل يحيى .”

اقرأ أيضًا:  قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام كاملة 

ما سبب قتل يحيى عليه السلام؟

• وردت في قتل سيدنا يحيى -عليه السلام- أسبابًا كثيرة منها: أنه قُتل على يد أحد الملوك، وذلك أنه أراد أن يتزوج من امرأة لا تحل له، فنهاه عن ذلك سيدنا يحيى، وبقى في نفس المرأة من هذا الملك، فاستوهبت دم يحيى منه.
• فلما وهبها إياه أرسلت رجلًا يقتل سيدنا يحيى ويأتي برأسه، فأتاها برأسه ودمه في طست.
• وقيل إن امرأة هذا الملك أحبته وراسلته، فلما أعرض عنها أمرت بقتله.

اقرأ أيضًا:  لماذا دفن سيدنا يوسف في نهر النيل 

تعارض قتل يحيى وقوله ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ…)

• زعم البعض وجود تعارض بين قتل نبي الله يحيى، وبين قوله تعالى في حقه: “وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا” (سورة مريم: 15)
• ذلك أن المقصود بالسلام: السلامة والأمان، وعليه.. فالله عز وجل قد وعد نبيه بالسلامة والأمان عند الموت.
• بيد أنه لا يوجد أي تعارض بينهما، إذا قام الكثير من علماء التفسير بتأويل تلك الآية، منهم ابن كثير والطبري، بينوا أن المقصود سلامة فتنة القبر، وأهوال ما بعد الموت.

لما جمع يحيى عليه السلام بين حق الله وحق عبادة، حصلت له السلامة في جميع الأحوال، وقتله لا يتعارض مع ذلك.