هل ماتوا أصحاب الكهف

هل ماتوا أصحاب الكهف يُعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة المُتداولة بين الناس، خاصًة بعد قراءة سورة الكهف، حيثُ تُعد قصة أصحاب الكهف من المُعجزات التي حدثت قبل ظهور الدين الإسلامي، يُقال أنها حدثت في وقت نبوة سيدنا عيسى عليه السلام، أي انهم كانوا يتبعون الديانة المسيحية وفروا من بلادهم هربًا من بطش حاكم ظالم كان يُريد أن يرتدوا عن دينهم.
عناصر المقال
هل ماتوا أصحاب الكهف
أصحاب الكهف هم فتية من الروم، قاموا بالهروب من بلادهم بسبب بطش حاكم الروس، الذي كان يقتل كل من يؤمن بالله الواحد الأحد، دخلوا إلى كهف ليحتموا به فضرب الله على آذانهم وناموا لمدة ثلاث مئة وستين سنة.
من رحمة الله سبحانه وتعالى بهم كان يجعل أجسادهم تتقلب أثناء النوم يمينًا ويسارًا، حتى لا يُصابوا بقرح الفراش، قال تعالى
“وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال”.
نفهم من ذلك أن أصحاب الكهف كانوا في حالة نوم عميق وليس في حالة موت، الدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى “فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا”، أي منعهم من أن يسمعوا الأصوات المُحيطة بهم حتى لا يستيقظوا، حيثُ أنه من المتعارف عليه ان النائم يستيقظ عند سماعه لأصوات حوله.
عندما استيقظوا من نومهم تساءلوا فيمَا بينهم عن مدة نومهم في الكهف، حيثُ أنهم شعروا أنهم ناموا لأيام قليلة، قال تعالى عن ذلك في سورة الكهف
“قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ كَمۡ لَبِثۡتُمۡۖ قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۚ”.
لذلك قرروا أن يرسلوا أحد منهم إلى السوق مُتخفيًا، خَشْيَة من بطش الحاكم، لكن انتبه إحدى البائعين في السوق للعملات القديمة التي كان يحملها، فانكشف أمرهم في المدينة ولكن كانت المدينة بأكملها آمنت بالله، لذلك أصبحوا محل تقدير واحترام بين جميع سكان المدينة.
كيف كان شكل أصحاب الكهف أثناء نومهم؟
نجد أن أصحاب الكهف أثناء نومهم تغير شكلهم بشكل كبير، قال تعالى “لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا“، حيثُ أنه إذا كان أطلع عليهم احد سيدب الرعب والخوف في قلبه.
يرجع السبب وراء ذلك أنه إذا نظرت إليهم لشعرت أنهم مستيقظون، بسبب بقاء أعينهم مفتوحة، تُعد هذه الحالة مُعجزة أخرى من مُعجزات القرآن، حيثُ أكد الأطباء أن بقاء الأعيُن مفتوحة تعمل على تجديد خلايا العين.
أما في حالة غلق أعينهم طوال هذه الفترة، يؤدي إلى العمى الدائم وذهاب البصر، كما أن أصحاب الكهف في وقت استيقاظهم كانوا على نفس هيئتهم التي ناموا عليها طوال هذه المدة، حيثُ أن أظارفاهم وشعرهم لم ينموا بشكل قبيح يؤدي إلى النفور.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف
كما ذكرنا في الفقرة السابقة، أن قصة أصحاب الكهف مُعجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لذلك نجد أن هُناك العديد من العبر والدروس المُستفادة من هذه القصة، نذكرها فيمَا يلي:
- الثبات على دين الله سبحانه وتعالى.
- الصبر على البلاء.
- حسن الظن بالله عز وجل، حيثُ أن هؤلاء الفتية تركوا بلادهم وأهلهم وكل ما لديهم، وفروا بدينهم فقط، واثقين أن الله عز وجل لن يضيعهم ابدا.
- التضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء.
- يجب على المؤمنين الموحدين بالله أن يكونوا يد واحدة ضد الكفر، حيثُ أن أصحاب الكهف كانوا 7فتيان موحدين بالله.
أين يقع كهف أصحاب الكهف
استمر الباحثون في علم الآثار في البحث عن مكان الكهف الذي لجأ إليه الفتية، لكن لم يستطيعوا تحديد مكانه، ذهب البعض أنه موجود في تركيا، والبعض الآخر قال أنه في سوريا.
لكن اجتمع أغلب الباحثين أن الكهف يُسمى كهف الرقيم، الذي يقع في دولة الأرْدُنّ في قرية الرجيب، واستدل الباحثين على ذلك بأنه يوجد مسجد بالقرب من الكهف، كما قال تعالى في سورة الكهف
“فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا”.
في الختام، فقد تعرفنا في مقالنا هذا على قصة أصحاب الكهف، التي تُعد من أعظم المُعجزات التي أخبرنا عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وتعرفنا على أبرز الدروس المُستفادة والعبر من قصة أصحاب الكهف.





