الفرق بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية

ما الفرق بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية؟ يُعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة الشائعة التي تترد بين المُسلمين، حيثُ انه من المُتعارف عليه ان اليونان هي الرائدة في علم الفلسفة، لكن عندما ظهرت الفلسفة الإسلامية قامت بمناقشة بعض القضايا التي تتنافى مع ثقافة الفلسفة اليونانية.
عناصر المقال
الفرق بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية
ظهرت الفلسفة في اليونان، ما بين القرنين السابع والثامن قبل الميلاد، نفهم من ذلك أن اليونانيون هم أول من قاموا بتأسيس علم الفلسفة منذ قديم الزمن، معنى كلمة الفلسفة هو”حُب الحكمة”، حيثُ كان الناس في هذا الوقت يستخدمون الفلسفة في النقاشات اليومية لفهم بعض الحقائق.
تم تطوير الفلسفة اليونانية في القرن السادس قبل الميلاد من قِبل طاليس ميليتوس، وتحدث عن قضية الوجود وقال أن المياه هي سبب الوجود، وقال جملته الشهيرة”العالَم يأتي من المُحيط، ويعود إلى المُحيط”.
ظهر من بعد طاليس العديد من الأشخاص اليونانيون الذين تحدثوا عن قضية الوجود، مثل أنكسيمانش الذي فسر وجود العالم بسبب الهواء، كما فسر هيراقليطس سبب الوجود هو النار.
حدثت طفره في الفلسفة اليونانية عندما ظهر سقراط وتحدث عن ماهية الإنسان، والعدل والخير والجمال، ثم ظهر أفلاطون وتحدث عن القضايا الفلسفية من خلال جوهر الأشياء، الجدير بالذكر أن أفلاطون تتلمذ على يديه العديد من الفلاسفة مثل أرسطو.
معلومات عن الفلسفة الإسلامية
الجدير بالذكر أن العرب لم يكن لديهم النية في التفكير الفلسفي من الأساس، لكن أثرت الفتوحات الإسلامية على الفكر الإسلامي بشكل كبير، من خلال قراءة المُسلمين إلى كُتب الفلاسفة اليونانيون خاصًة المُتعلقة بالدين.
مما أدى إلى حدوث تشتت في عقول المُسلمين، حيثُ أن الفلسفة اليونانية تحث على الإلحاد وأنه يجب على الإنسان أن يرى الإله، لذلك اضطر علماء المُسلمين إلى تأسيس علم الفلسفة الإسلامية لجمع شتات المُسلمين.
مثل أبو حامد الغزالي، الذي درس الفلسفة وعلم الكلام وقام بالعديد من المُناظرات مع الفلاسفة اليونانيون حول الدين، والفيلسوف بن خلدون مؤسس علم فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع الحديث.
لذلك نجد أن الهدف من ظهور الفلسفة الإسلامية، هو مُحاولات للدفاع عن الدين الإسلامي من مُحاولات التشويه، وتشتيت عقول المُسلمين بالأفكار الغربية الناتجة عن الفتح الإسلامي.
أبرز نِقَاط الالتقاء بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة اليونانية
اتفقت الفلسفتان في بعض النِّقَاط الهامة، نذكرها فيمَا يلي:
- الاتفاق على معنى الفلسفة العام، ألا وهو حب الحكمة.
- الاتفاق على أهمية الفلسفة، حيثُ تحث الإنسان على التأمل.
- الاتفاق على منهج الفلسفة الاستدلالي، ينطلق المنهج من مُقدمات كُبرى ثم يتم استخلاص النتائج من هذه المُقدمات.
أبرز نِقَاط الاختلاف بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة اليونانية
على الرغم من أن هُناك بعض نِقَاط الالتقاء بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية، ألا انه هُناك العديد من نقط الاختلاف بينهما، نذكرهم فيمَا يلي:
- الاختلاف على نظرة الفلسفة إلى الإله، حيثُ أن الفلسفة اليونانية كانت لا تؤمن بوجود إله، وانه لا يوجد حساب بعد الموت، على عكس الفلسفة الإسلامية التي تؤمن بوجود إله، وانه يوجد حساب بعد الموت.
- اعتمدت الفلسفة اليونانية في منهجها على التفكير والتأمل فقط، بينما كانت الفلسفة الإسلامية تعتمد في منهجها على كتاب الله وسنة رسول الله.
- الفلاسفة اليونانيون دخلوا إلى بوابة الفلسفة عن طريق دراسة الطب والفيزياء والفلك، بينما الفلاسفة المسلمون دخلوا إلى بوابة الفلسفة من باب التصوف ودراسة الففه.
- اهتم الفلاسفة اليونانيون بالبحث عن السبب في وجود الكون، بينما اهتم الفلاسفة المسلمون بداسة الفلسفة للدفاع عن الدين الإسلامي من خلال التوفيق بين العقل والنقل.
أشهر الفلاسفة المُسلمين
كما ذكرنا في الفقرة السابقة أن العرب تأثروا بالفلسفة اليونانية تأثرًا شديدًا، بسبب الفتوحات الإسلامية، مما أدى إلى ظهور فلاسفة عرب مُسلمين، نذكرهم فيمَا يلي:
أولًا: ابن رشد
ولد عام 1126 ميلاديًا في الأندلس، يُعد من أشهر الفلاسفة المُسلمين في العصور الوسطى، تأثر بفلسفة أفلاطون”نظرية الأخلاق”، كما أنه كان يقول أن الدين والفلسفة إحدى السُبل التي تُمكن الإنسان من الوصول إلى الخلاص البشري.
ثانيًا: الفارابي
يُعد الفارابي من أبرز فلاسفة المُسلمين في التاريخ، تأثر الفارابي بمؤلفات أرسطو وقام بكتابة العديد من المؤلفات في الفلسفة وعلم المنطق مثل، شرح العبارة لأرسطو، إحصاء العلوم، كتاب المقاولات لأرسطو”.
ثالثًا: ابن باجة
اهتم ابن باجة بالفلسفة خاصًة فلسفة بن رشد، كما اهتم بالعديد من العلوم الأخرى مثل: الطب والرياضيات والفلك والأدب، كتب العديد من الكُتب الفلسفية التي تمت ترجمتها إلى اللغة اللاتينية، واهتمت كتاباته بالأخلاق.
رابعًا: ابن سينا
تشتهر ابن سينا بلقب”الطبيب الفيلسوف” حيثُ أنه أبدع في الطب والفلسفة في آن واحد، قام بكتابة 400 كتاب في الفلسفة، مثل كتاب الميتافيزيقيا، ملخص الإقليدس، أطروحة التي تبطل حكم النجوم.
في الختام، فقد تعرفنا في مقالنا هذا إلى الفرق بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الإسلامية، كما ذكرنا أبرز الفلاسفة المُسلمين وأهم إنجازاتهم في علم الفلسفة.