هل يسمع الميت من يزوره في القبر

هل يسمع الميت من يزوره في القبر؟ وما حُكم زيارة القبور والسلام على أهلها؟ حيث إن عدد كبير من الأفراد يرغبون في معرفة صوتهم يصل إلى الميت في قبره عند التحدث معهم، فبعد الموت توجد حياة وعالم آخر مختلف تمامًا عن الحياة على الأرض، ومن هنا سوف نتحدث حول سماع الميت من يزوره عبر موقع فكرة.

هل يسمع الميت من يزوره في القبر

عند زيارة أحد الأشخاص لأقاربه ويتحدث معه عند القرب يراوده سؤال هل يسمع الميت من يزوره في القبر، فتعددت الآراء في سماع الأموات للأحياء:

• لم يتم إثبات أي شيء يُشير إلى أن الميت يسمع من يزوره في القبر وهذا ما قاله ابن باز.
• قال البعض أن الميت لا يتمكن من سماع الحي، استنادًا لقال الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز: (وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ) [فاطر: 2].
• البعض الآخر قال إن الميت يسمع من يزوره، وهذا استنادًا على ما رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “ إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قَبْرِهِ، إنَّه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالِهِمْ إذا انْصَرَفُوا. وفي رواية: إنَّ العَبْدَ إذا وُضِعَ في قَبْرِهِ وتَوَلَّى عنْه أصْحابُهُ” (المحدث: مسلم).

حُكم زيارة القبور والسلام على أهلها

تجدر الإشارة إلى أن زيارة القبور والسلام مُستحبة، بالميت يعرف المسلم عليه ويرد عليه السلام، كما أن زيارة الميت تساعده على ما يلي:

• تُخفف زيارة الميت عن الإنسان ألم الفراق.
• تساعد الزيارة الميت على العتق من النار والمغفرة إذا دعا له الشخص الذي يزوره.
• ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له” (المصدر: صحيح مسلم).

ما هي آداب وضوابط زيارة المقابر

بعد الاطلاع على إجابة سؤال هل يسمع الميت من يزوره في القبر، فلا بد من توضيح آداب وضوابط زيارة المقابر، وهي تتمثل فيما يلي:

• أن يبتغي بها وجه الله – سبحانه وتعالى –.
• أن تكون الزيارة بغرض الاعتبار وتذكر الموت.
• الحرص على عدم رفع الصوت بالبكاء، والالتزام بالسكينة والوقار.

قضاء الميت أيامه في القبر

من الجدير بالذكر أن القبر هو أولى منازل الآخرة للإنسان، ومن خلاله يُبشر الإنسان بمكانه سواء في الجنة أو في النار، وهذا يتمثل فيما يلي:

• في حال كان الميت عبدًا مؤمنًا يجد في قبره الراحة والسعادة والفسحة.
• إذا كان العبد كافرًا عاصيًا لله تعالى وجد نتيجة بعده عن ربه في القبر.
• يعتبر القبر طريق عبور بين الدنيا والآخرة، فعند قيام الساعة سينقل أهل القبور إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة العرض والحساب، ويتم توزيع المنازل بين الجنة والنار.

معنى الموت

تجدر الإشارة إلى أن الموت لا يعنى فناء الإنسان تمامًا، أو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له، بل يأتي معنى الموت على النحو الآتي:

• يُعد الموت حالة من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان.
• تخرج روح الإنسان في تلك المرحلة وتنتقل للعيش في عالم آخر.
• خروج الروح من الجسد أمر صعب، فالموت هو مفارقة الروح للجسد.

يُعد العالم الآخر بعد الموت والحياة التي يعيشها الموتى في القبر من الغيبيات التي لا يعلمها غير الله – سبحانه وتعالى – ولا يمكن معرفة تفاصيلها بالكامل سوا عبر الاطلاع على القرآن والسنة النبوية.