التعليم

شرح مفهوم الترشيح في البلاغة

مفهوم الترشيح في البلاغة، وأبسط الأمثلة عليها لتوضيحها، حيث تخص ركن هام جدًا من أركان البلاغة، ألا وهي الاستعارة، لذا نهتم بالتعرف على الاستعارة بشكل مبسط، كي يسهل التعرف عليها بمجرد ملاحظتها، فهي باختصار تضيف للغة جمالًا تعبيريًا يصف ما يود الإنسان به بدقة متناهية، لذا لا نقصر بشأن التعرف بها.

مفهوم الترشيح في البلاغة

مفهوم الترشيح في البلاغة

إن البلاغة جمال اللغة وروحها، فلا يمكن للفرد، أو الشاعر أو الكاتب أن يصف ما بداخله بمنتهى الدقة دون العروج إليها، سواء بقصد أو بدون قصد، وإن عمدنا إلى الترشيح فهو قسم من أقسام الاستعارة، ويمكن تعريفها كالآتي:

  • هي أسلوب تشببه قد حُذف إحدى طرفيها، وبهذا تنقسم إل ركنين، مشبه، ومشبه به، أحدهما يصرح به، والآخر لا يصرح.
  • من أمثلتها، قول الله تعالى وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ”، فشبه الذل بطائر له جناحين.
  • وتنقسم الاستعارة إلى ثلاث تقسيمات، هي:
الاستعارة الترشيحية إذا ذُكر ما يلائم المشبه به، وهي أبلغ وأقوى من المجردة والمطلقة.
الاستعارة المجردة هي إذا ذُكر ما يناسب المشبه.
الاستعارة المطلقة إن لم يذكر ما يناسب المشبه أو المشبه به، أو ذكر ما يناسب كليهما.

أمثلة على الاستعارة الترشيحية

إن مفهوم الترشيح في العربية يشير إلى التقوية، وقد أُطلق عليها هذا لأنها تعمد تقوية المشبه به، فتذكر ما يلائمه، وبالتالي تقوي المبالغة، ومن الأمثلة الموضح لها:

  • قول الله تعالى وَهَديناهُ النجديِن فلا اْقتَحَم العقَبةَ”، النجد هنا هي الأرض المرتفعة ارتفاعًا دون الجبل، فهي هنا استعارة تشير للخير والشر بقول “النجدين”.
  • كما قوله تعالى “أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم”، فلقد تم الاستعانة بالشراء للاستبدال والاختيار، وهي ملائمة للمستعار منه وهي “الربح والتجارة” فيشبه من باع دينه مقابل الدنيا، فهذا لم تربح تجارته.
  • قول الشاعر “إذا ما الدهر جرّ على أناسٍ.. كلاكله أناخ بآخرينا” فقد عمد تشبيه الدهر بالجمل، حيث ذكر أحد لوازمه، ثم ما يناسبه، وهي إناخته، أي إيقافه وإنزاله، فهي تلائم الجمل ولا تلائم الدهر.
  • “أَتَتني الشَمسُ زائِرَةً.. وَلَم تَكُ تَبرَحُ الفَلَكا”، فقد قوى الشاعر ما أتي به من استعارة، حيث شبه المرأة بالشمس، وعمد ذكر ما يناسب ذلك التشبيه وهو عدم ترك الفلك، لذا هي استعارة ترشيحية قوية.

مثال على الاستعارة المطلقة

إن الاستعارة المطلقة هي ما لا تقترن مع ما يلائمها من المشبه والمشبه به، أو ذكر ما يلائمهما معًا، ومن الأمثل التي توضح ذلك:

  • قول زهير “لدى أسدٍ شاكي السلاح مقذّف له لبدٌ أظفاره لم تُقلَّم” وهي استعارة ملائمة للطرفين، فاستعار للرجل الشجاع، الأسد، وذكر ما يناسب المستعار له وهو “شاكي السلاح مقذف” ثم ذكر ما يتوافق مع المستعار منه، وهو “له لبد أظفاره لم تقلم”.
  • رأيتُ بحرًا في المسجد، لقد شبه أشار للعالم في المثال بأنه بحر، لكن لم ذكر ما يلائم المشبه أو المشبه به، لذا فإن الاستعارة مطلقة.
  • إني شديد العطش إلى لقائك، فقد شبه الاشتياق بالعطش، فالاستعارة هنا تأتي تصريحية أصلية، ويقارنها “إلى لقائك” لذا فهي استعارة مطلقة.

في الختام، فقد وضحنا مفهوم الترشيح في البلاغة، كما وضحنا أبسط الأمثلة لبيانها بشكل سلس وسهولة فهمها، وأوضحنا بعض الأمثلة للاستعارة المطلقة أيضًا لتجنب حدوث التباس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2