معلومة اسلامية

شرح خطوات التوبة من سوء الظن بالناس

التوبة من سوء الظن بالناس لها بعض الشروط، ومن المعلوم أنّ التوبة تمحو ما قبلها ما إن كانت نصوحًا، ناهيك عن كونها مقرونة بترك الذنب وعدم الرجوع إليه ثانيةً، أما عن سوء الظن فهو في أبسط معانيه منع الثقة عمن هو أهل لها، فيكون في القلب ظنًا سيئًا يتجلى شيئًا فشيء على الجوارح واللسان دون وجه حق، وفي موقع فكرة نوافيكم بالمزيد عنه.

التوبة من سوء الظن بالناس

التوبة من سوء الظن بالناس

إن لم يظهر على المُسلم ما يكون مدعاة للريبة منه، فإنه من غير الجائز سوء الظن به، استنادًا إلى قول الله تعالى في مُحكم التنزيل في سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ” الآية 12

  • تكون التوبة واجبة لمن وقع في سوء الظن المحرم، ما إن كان سوء ظنه في قلبه لا مُجرد عابرًا في خاطره.
  • يُكتفى بالاستغفار والتوبة ولا يُشترط طلب السماح ممن ظننت به سوءًا؛ تجنبًا للمفسدة.

النهي عن الظن في السُنة النبوية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “إياكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذب الحديث” فقد نهى نهيًا مباشرًا عن سوء الظن.

  • باعتبار أنّ الظن بالناس من قُبيل الحديث الكاذب المخالف للواقع.
  • لأنّ سوء الظن لا يستند إلى إمارة.
  • قبح سوء الظن لا يحتاج إلى إظهاره.

الوسائل المعينة على ترك سوء الظن بالناس

  • التماس الأعذار قبل الحكم على الناس.
  • الابتعاد عن محل الشبهة والتهمة.
  • ترك الصحبة السيئة.
  • الابتعاد عن الغيبة والنميمة.
  • المداومة على الاستغفار.
  • أن يكون ذكر الله محلًا للسان والقلب.
  • محاسبة النفس.
  • تعلم العفو، وكثير من صفات الصالحين.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان ومكره ووساوسه.

مُسببات سوء الظن بالناس

إنّ الابتعاد عن تلك الأسباب تعين على التوبة من سوء الظن بالناس، فقد قال الله تعالى إنّ سوء الظن من الصفات التي تجرّ المسلم إلى كثير من الظلم، “وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ” سورة يونس الآية 36

  • فهم الأمور بصورة خاطئة.
  • الجهل وغياب الحكمة.
  • الانقياد لأهواء النفس.
  • تعميم الحكم على الجميع دون بيّنة.
  • الغيرة المفرطة.
  • صحبة السوء.

متى يكون سوء الظن مباحًا؟

إنَّ الأصل في سوء الظن أنه غير جائز، إلا إن كان هناك دليلًا على ثبوت العكس من خلال شبهة أو دليل بيّن فيكون جائزًا ومن قُبيل الحرص والحذر.

الظن بالعدو يكون مُستحبًا، إن كان هناك عداوة حقيقية.
الظن لمن عرف بالفسق يكون جائزًا من أجل أخذ الحذر والحيطة، لمن كان من أصحاب المعاصي والسوابق.
الظن الخاطر الذي لا يستقر في قلب المُسلم، فقط يجول بخاطره وباله، ولا يتعمده.
الظن لتحقيق مصلحة يكون الظن واجبًا بالناس ما إن كان من ورائه تحقيق مصلحة شرعية لا تتم إلا به، على غرار جرح الشهود.

الفرق بين سوء الظن والفراسة

إنّ التوبة من سوء الظن بالناس هي الواجبة، بيد أنّ هناك صفات أخرى ينبغي أن يفرق المُسلم بينها وبين سوء الظن، على غرار الفراسة.

  • الفراسة هي ما تتوسمه في الغير من خلال الاعتماد على الدليل الظاهر الشاهد، فلا تنطق به إن كان من قُبيل السوء.
  • سوء الظن هو ما تظنه لأجل شيء في نفسك على غرار سوء النية أو الخبث.

من الأحرى بالمسلم أن يترك ما يتشكك فيه، ويبتعد عن سوء الظن، ويتوب إلى الله من ذلك الخلق المشين، وهذا لا ينفي أن يكون فطنًا كيسًا يأخذ بحذره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2