ما هو مفهوم التحول الديمقراطي والمفاهيم وثيقة الصلة به

مفهوم التحول الديمقراطي والمفاهيم وثيقة الصلة به أصبحت أكثر تداولًا بين الناس في الآونة الأخيرة؛ بسبب الظروف التي مرت بها الدولة مؤخرًا، إذ اتجهت بعض الدول إلى اتباع هذا النظام، ومن خلال موقع فكرة نعرف المزيد عن مفهومه وما يرتبط به من المفاهيم الأخرى.
عناصر المقال
مفهوم التحول الديمقراطي
هو مرحلة التحول عن النظم التابعة للسلطة إلى النظم الديمقراطية، ومع محاولات الكثيرين لتقديم تعريف مُحدد للبحث الديمقراطي أُشير إليه أنه قانون عام من قوانين الطبيعة، دائمًا ما يتجه إلى الأفضل، لكن تعرقله بعض العوائق، ويتعطل بسبب عوامل داخلية وخارجية على حدٍ سواء.
جدير بالمعرفة أن التحوّل الديمقراطي يتجه بسرعة إلى التطور في المجتمعات المعاصرة بشكل خاص؛ والسبب هو تميّزها بالتقدم العلمي.
تعددت مفاهيم التحوّل الديمقراطي وفقًا للمداخل المختلفة التي نظر إليها بها علماء السياسة، فمنهم من قال إنه عبارة عن تغيير النظام السياسي من شكل ديمقراطي إلى شكل أكثر ديمقراطية.
تعريفات العلماء للتحول الديمقراطي
1- فيليب شميتر
هو عالم سياسي أمريكي الجنسية، وقد عرّف التحول الديمقراطي على أنه عملية تطبيق القواعد الديمقراطية في مؤسسات لم تطبقها من قبل، أو امتداد للقواعد بحيث تشمل أفراد أو موضوعات لم تشملهم من قبل.
2- السياسي رستو
عرف رستو التحول الديمقراطي على أنه عملية اتخاذ قرار يؤثر عليها ثلاث قوى بدوافع مختلفة، وهي النظام، والمعارضة الداخلية، والقوى الخارجية، إذ يحاول كل طرف إضعاف الطرف الآخر، ويتم تحديد النتيجة النهائية بناءً على الطرف المتغير في الصراع المستمر.
3- صامويل هنتجون
هو عالم وسياسي أمريكي الجنسية، عرّف التحوّل الديمقراطي على أنه مسلسل سياسي معقد، شاركت فيه مجموعات سياسية مختلفة، تتصارع فيما بينها من أجل السلطة، وتختلف في مدى إيمانها أو عدائها للنظام الديمقراطي.
4- تشارلز أندريان
عالم سياسي أمريكي، أطلق مفهوم التحول الديمقراطي أنه التحوّل من نظام إلى آخر، بحيث يتغير النظام مع السياسة التي يتبناها، لذا فإن التحول يشمل تغييرات عميقة على مستوى أبعاد السياسة الثلاثة، وهي البُعد الهيكلي، والبعد الثقافي، والسياسات.
بشرط أن يكون سبب تلك التغييرات وجود تناقض بين الأبعاد الثلاثة، وهو ما يؤدي بدوره إلى عجز النظام المبنيّ على التعامل معها وفقًا للأسلوب والإطار القديم.
المفاهيم وثيقة الصلة بالتحول الديمقراطي
1- الانتقال الديمقراطي
رُغم تشابه المصطلحات بينه وبين التحول الديمقراطي الذي يجعل الكثيرين يعتقدون أن الانتقال هو نفسه التحول، إلا أنه يُمكن التمييز بينهما بسهولة.
يُعد الانتقال الديمقراطي المرحلة السابقة لعملية التحول، والتي تحقق الانتقال من نظام الوصاية إلى ترسيخ نظام حكم ديمقراطي مستقر.
يُمثل الانتقال أحد أخطر مراحل التحول، حيث يكون النظام أكثر عُرضة للانتكاسات فيها، بسبب الطبيعة المختلطة التي تتعايش بها كل مؤسسات النظام القديم والجديد، مع العلم أن الانتقال الديمقراطي يمر بثلاث مراحل، وهي:
- مرحلة ضعف النظام القديم، وظهور معارضة ديمقراطية خارجية.
- مرحلة شروع النظام الحاكم في تحقيق الإصلاحات، عبر خطوات انفتاحية.
- مرحلة تطور تلك الخطوات وميلها إلى عملية انتقال حقيقية إلى الديمقراطية.
2- التحول الليبرالي
عُرف بأنه العملية المحكومة من الأعلى، عن طريق زيادة مساحة الحريات المسموح بها، والاهتمام بالحريات العامة، لذا فهي تُبنى على أساس الاعتراف بدور الفرد أنه حجر الأساس في المجتمعات.
إذا سُمح للفرد بتحقيق ذاته، وحرص على السعي باستمرار لتحقيق أهدافه التي تتغير وفقًا لتغيّر الظروف المحيطة، ومن خلال هذا المفهوم نجد أن الديمقراطية الليبرالية تنطلق من فرضية أساسية، وهي حرية الاختيار.
3- الإصلاح السياسي
هو تغيير الأبنية السياسية والمؤسساتية وكل ما يتعلق بوظائفها، إضافةً إلى أهدافها وأساليب عملها، من خلال الأدوات القانونية الموفرة من قِبل النظام السياسي ذاته، وربما يتم الإصلاح السياسي بسبب انهيار النظام السلطوي.
تعتبر الأنظمة السياسية المؤسساتية والقانونية عامل أساسي في استمرارية النظم الديمقراطية بشكل مؤكد، من خلال توفير آلية مناسبة لإدارة الصراع في حدود النقاش السلمي.




