ما هو الشئ الذي خلقه الله ثم اشتراه

ما هو الشئ الذي خلقه الله ثم اشتراه؟ هل لديك فكرة عن الإجابة؟ هذا اللغز يعتبر من الألغاز الأكثر تحديًا في العالم العربي، فقد استغرقت الإجابة عليه فترة طويلة من الشباب الذي اعتمد على البحث والدراسة في كتب العلماء الأوائل، تابع المزيد عبر موقع فكرة

ما هو الشئ الذي خلقه الله ثم اشتراه

جميعنا شعر بالدهشة من هذا السؤال، حيث تأتي إجابته المثالية التي تتضمن قدرًا بسيطًا من التفسير والتوضيح كالتالي:

• فسر بعض العلماء لنا الآية السابقة بأن الشيء الذي خلقه الله ثم اشتراه هو نفس المؤمن التي يحبها الله ورسوله.
• خلق الله جميع النفوس ثم اشترى نفس المؤمن الشريفة التي تسعى للخير، وكان المقابل لذلك هو الجنة.
• ذلك لما تميزوا به من إخلاص في عبادة الله، مجاهدة النفس، وإعلاء كلمة الدين ونشر الإسلام بين القبائل المختلفة.
• تضمنت الآية الكثير من التأكيدات التي ساهمت في توضيح المعنى للجميع.
• أتت بعد ذلك كلمة استبشروا لكي تحمل الفرح والسعادة لهم جميعًا وتوضح لهم مدى جمالية الجزاء.
• والفوز العظيم هنا يقصد به الجنة التي يصل إليها كل من قام بتنفيذ أوامر الله.
• سمي بالفوز العظيم لأنه يشمل السعادة الأبدية والنعيم الذي يحفظه الله لعباده المؤمنين.
• المشتري هو الله عز وجل وهو الأحق بصفتي العطاء والكرم.

سبب نزول هذه الآية من سورة التوبة

جاء تفسير القرطبي لهذه الآية مشتملًا على السبب الرئيسي لنزولها، وهو يتلخص في النقاط التالية:

• نزلت الآية خلال بيعة العقبة الثانية التي تمت في مكة المكرمة أثناء دعوة رسولنا الكريم إلى الإسلام.
• وقتها كان عدد الأنصار سبعين واحدًا اجتمعوا عند العقبة لكي يبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• بدأ النقاش عبدالله بن رواحة الذي قال لرسولنا الكريم “اشترط لربك ونفسك ما شئت” .
• اشترط عليهم رسول الله عبادة الله وحده لا شريك له واتباع جميع أوامره ونواهيه، ذلك الشرط الأول لربه.
• جاء الشرط الثاني للرسول وهو أن يمنعوه بما يمتنعوا منه على بيوتهم وأموالهم ونفوسهم.
• فردوا عليه بكلام مضمونه “فإذا قاموا بذلك ماذا سيجنون؟”.
• فكان الرد من الرسول هو “لكم الجنة” ، فردوا جميعًا عليه “ربح البيع”.
• بعد ذلك نزلت الآيات القرآنية التي شبهت كل من جهاد المؤمنين أنفسهم وأعدائهم ووعد الله لهم بعملية تجارية.
• استشهد ابن مسعود رضي الله عنه بهذه الآية لكي يرغب المسلمين في الجهاد والدعوة إلى الله.
• ابتغى المؤمنون الجنة من الله و استخدموا أنفسهم وأموالهم وسيلة للوصول لذلك الابتغاء.

أسرار الآية البلاغية ومعانيها

لزيادة تفسير ما هو الشئ الذي خلقه الله ثم اشتراه هناك عدة وقفات بلاغية اشتملت عليها الآيات، منها ما يلي:

• بأن لهم الجنة: فيها تأكيد بأن الجزاء الذي سيلقاه هؤلاء المؤمنين هو الجنة.
• اشترى من المؤمنين: فيها توضيح لصفات الإيمان التي تتضمن اتباع أوامر الله والجهاد بالأنفس والأموال.
• تمت الاستعانة بضمير الفصل لهم لكي يوضح أن نيل الجنة مشروط بجهاد الأنفس والأموال.
• تشتمل الآية على دعوة صريحة للجهاد الذي تضمنت فوائده الكثير من الآيات القرآنية الأخرى.
• يعتبر الجزاء المأخوذ على قدر التضحية التي بذلت من المؤمنين، والجهاد هو الأعظم كالجنة هي الأبقى.
• التعبير باسم المؤمن لا يحتاج إلى التصديق والتحقيق، لأن الإنسان الذي سيقوم بتلك الأوامر هو مؤمن لله.
• تحمل كلمة أموالهم معنيين، الأول هو نفقات المؤمنين في الجهاد مثل: إعداد الجيوش وإطعامها.
• المعنى الثاني يقصد به الصدقات التي تنفق على الفقراء بوجه عام.

وفي الختام، القرآن الكريم مليء بالأسرار والحقائق التي قد تعجز بعض العقول عن فهمها، ولذلك تحتاج إلى العلماء والمفسرين الذين تعمقوا في اللغة وعلوم الدين لكي يخبروننا عما هو الشئ الذي خلقه الله ثم اشتراه.